د.م.علي بن محمد القحطاني
يأتي الاحتفال باليوم الوطني السعودي التسعين للمملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 2020 الموافق 6 صفر 1442، تحت شعار «همة فوق القمة»، للدلالة على التقدم والتطور الذي تشهده المملكة في السنوات الأخيرة بسواعد أبنائها. وهو اليوم الذي أمر الملك عبد العزيز بتحويل اسم المملكة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. وابتهاجًا بهذه المناسبة تعم الأفراح جميع أرجاء المملكة، ويشاركنا هذه الاحتفالات دول العالم الصديقة، وتقام المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية التي يستمتع بها كل من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، فأصبح اليوم الوطني يومًا ينتظره الجميع من أجل تذكر تاريخ المملكة، والمعارك التي تمت من أجل توحيدها، والجهود المستمرة التي تعمل على تحسين الأوضاع العامة للدولة، والنهوض بكل القطاعات بها.
فلنفرح ونبتهج ونفتخر بهذا الوطن العظيم والذكرى المجيدة والتي تقام في هذا العام في ظل إلقاء جائحة كورونا «كيوفيد- 19» بتأثيرها على كل مناحي الحياه والتي وصلنا -ولله الحمد- لمراحل متقدمة في التصدي لها والحد من انتشارها والتخفيف من آثارها، حيث نشهد استمرار انخفاض عدد الإصابات الجديدة وانخفاض الوفيات وانخفاض الحالات الحرجة، يقابلها ارتفاع نسبة التعافي وانخفاض الحالات النشطة على الرغم من زيادة المسحة الموسع، حيث بلغنا المركز الثاني في مجموعة G20 للمسح في مؤشرات ممتازة للمنظومة الصحية، والمؤشرات تميل إلى الوصول للحالة الصفرية والنزول لمرحلة الخروج بإذن الله.
كل ذلك يؤكد أنَّ الخطوات الاستباقية والاحترازات الوقائية والبروتوكولات الصحية التي تم تطبيقها والخدمات الصحية الداعمة التي هيأتها القيادة الحكيمة كان لها الأثر الملموس في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين.
فمن أعظم مظاهر حبنا للوطن المحافظة على مكتسباته التي حققناها في جميع المجالات والمراحل المتقدمة التي وصلنا إليه في التصدي للجائحة، ومن حق الوطن علينا ألا تنسينا الأفراح المستحقة عن التمسك بالسلوكيات الصحية والإجراءات الاحترازية ومنها: الحرص على التباعد الاجتماعي بجدية تامة، ومنع التجمعات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والمغلقة.... الخ لرفع القدرة الطبية والتدابير الصحية، ولابد من الاستمرار في التعامل معه بجدية وحذر.
وليكن نهجنا الاحتفال بحذر وبرقي لنصل للقمة مما يعكس صورة المجتمع والإنسان السعودي.
وهنا يبرز دور المواطن والمقيم ليكون أكثر يقيناً بالله ثم بأنّ العمل على كل ما فيه بناء لهذا الوطن وخدمته والوفاء له، هو رد بعض الجميل له نحو مستقبل أكثر إشراقاً لوطن تتبادل الأجيال بعد الأجيال العيش في ظل عظمته وأمنه ووحدته ورغد العيش فيه..
مهما اختلفتنا في اهتماماتنا أو تخصصاتنا.. فإن هويتنا الوطنية وانتماءنا للوطن وحبه يجمعنا.
ونشيد بأبطال المملكة العربية السعودية العظمى بالحد الجنوبي، فهم من يذود عن حمى هذا الوطن الغالي.
نسأل الله أن ينصرهم ويثبت أقدامهم ويعز بلد التوحيد.
** **
- مستشار وخبير إدارة أزمات وكوارث