أ.د. خالد بن عبدالرحمن الحمودي
تحل علينا الذكرى السنوية لليوم الوطني كل عام في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، وهي توافق هذا العام 1442هـ يوم الأربعاء السادس من شهر صفر، وإنني بهذه المناسبة لأتقدم باسمي وباسم منسوبي جامعة دار العلوم، بوافر التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين -حفظهما الله- بمناسبة اليوم الوطني المجيد (90).
في هذا اليوم نستحضر نحن السعوديين أهم المبادئ التي قامت عليها المملكة العربية السعودية التي تنطلق من راية التوحيد الخفاقة في كل أنحاء العالم، كما نتشرف بخدمة الحرمين الشريفين مؤمنين بقيم العدل والتآلف والسلام، وهي القيم الثابتة التي يتشرف بحملها كل من ينتمي إلى هذه البلاد الطاهرة.
وإذا كنا نستحضر تلك القيم في هذا اليوم فإننا أيضاً نستذكر البطولات التاريخية التي بذل فيها الآباء الأوائل دماءهم وأرواحهم وأوقاتهم وأموالهم لبناء هذا الكيان وتوحيده، تحت مسمى المملكة العربية السعودية، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- الذي أقام دولة ذات طراز فريد.
ولئن كانت مرحلة التأسيس مهمة فإن مرحلة التطوير والتقدم لا تقل أهمية عنها، وهذا ما سار عليه أبناء المؤسس الملوك البررة -يرحمهم الله جميعاً- حيث أكملوا المسيرة حتى صار للمملكة ثقل سياسي واقتصادي في صف الدول الكبار في العالم الحديث.
ولا تزال المسيرة ماضية بثبات -ولله الحمد والمنة- في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي يقود الدولة برؤية حكيمة ستحقق -بإذن الله- كل أهدافها المنشودة داخلياً وخارجياً.
إن من أهم السمات التي تتميز بها هذه البلاد المباركة طيلة تاريخها العلاقة المتينة التي تربط ما بين الشعب والقيادة القائمة على التلاحم المتين والاعتزاز بالانتماء للتاريخ والأرض، مما يجعل أي محاولة للتشويش على هذا المبدأ تبوء بالفشل الذريع.
ولاشك أن ما تبذله الدولة -رعاها الله- من خدمات استثنائية تعليمية وصحية واقتصادية واجتماعية وصناعية وزراعية تزيد من قوة التماسك الداخلي والنجاح الخارجي لأن المواطن والمقيم سوف يرى نموذجاً ترعاه مؤسسات دولة متينة تنافس كل النماذج الأخرى في المحيطين العربي والعالمي.
إن على الجيل الجديد أن يستوعب المعطيات التاريخية والمؤشرات الحاضرة لكي يتصور موقعه من خارطة المتغيرات التي عصفت بأمم ومجتمعات وشعوب كانت تعيش آمنة مطمئنة لكن بسبب قلة وعيها انجرفت وراء الدعايات المغرضة فراحت ضحية الضياع والتشتت.
والرهان الأقوى يبقى في استيعاب الدروس والتمسك بالوحدة الوطنية وصد كل الأصوات المغرضة التي تريد هدم المنجزات تحت شعارات مظللة. كما عليه أن يكون مواكباً للتطورات التي تبذل فيها الدولة جهوداً كبيرة ليكون لبنة صالحة في هذا البناء العظيم، مؤمناً بدينه وقيمه، متمسكاً بهويته وأرضه، منتجاً في علمه وعمله، وكل هذه المعاني هي التي راهن عليها جيل الآباء والأجداد حتى وصلت المملكة إلى ما وصلت إليه من تحضر ورقي.
وليس من شك؛ فإن سعي أبناء وبنات هذا الوطن وإخلاصهم سوف يساعد في تحقيق الطموحات والأهداف التي تسعى إليها قيادتنا الرشيدة، وفي مقدمتها رؤية 2030 التي بدأت تؤتي ثمارها -بحمد الله وفضله- ونحن في طريقنا -بإذن الله- لتحقيق القفزات النوعية حين يتم تفعيل نقاط القوة كافة التي تتمتع بها هذه البلاد المباركة تحت مظلة تضع قيمة الإنسان أولويتها الكبرى.
أسأل الله العظيم أن يسدد قيادتنا الرشيدة ويحفظهم من كل مكروه، وأن يحمي هذه البلاد المباركة من كل سوء، وأن يديم علينا العز والنماء والعطاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** **
- رئيس جامعة دار العلوم