د. فوزية بنت محمد أباالخيل
يفتح لنا التاريخ صفحة من صفحاته، لنستذكر في هذا اليوم المجيد حكاية تسعين عاماً مضت على الانطلاقة التاريخية لبناء كيان هذه الدولة المباركة على يد مؤسس هذه البلاد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- واعتماد كتاب الله وسنة رسوله منهجاً لها في شؤونها وتعاملاتها كافة.
في هذا اليوم الذي يحتفل به أبناء المملكة باليوم الوطني الـ(90) تجسيداً للمحبة والوفاء والانتماء الصادق للوطن، يستحضر فيه كل مواطن مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات التنموية والإصلاحات والنجاحات المتعددة التي حققتها المملكة منذ ذلك اليوم التاريخي إلى عهدنا الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهم الله- والجهود المباركة لتأسيس مرحلة جديدة من مراحل النمو في مختلف ميادين التقدم والازدهار.
وفي وقت تتسارع فيه وتيرة الأحداث والصراعات السياسية والتحولات الاقتصادية العالمية، يشهد العالم العديد من الإنجازات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية التي حققتها المملكة، والتي لم تكن لتتحقق لولا فضل الله وتوفيقه ثم سياسة قيادتنا الرشيدة؛ قرارات تاريخية حكيمة، تحديث وإصلاح، مبادرات تترى، ورؤية طموحة لتأسيس دولة عصرية، ومجتمع نابض بالحياة، حتى أضحت المملكة نموذجاً عالمياً رائداً تحتل مكانة دولية بحضورها المتميز، وريادتها المتينة، وقيادتها الحكيمة، تتجلى بدورها الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، ورؤيتها الثاقبة لقيادة المنطقة وحمايتها، وتصديها لسبل السلام العالمي، فضلاً عمّا قدمته وأثبتته للعالم أجمع في قدرتها على إدارة الأزمات واتخاذ القرارات الصائبة في المواقف المتعددة.
ولعله من المناسب أن نُشير إلى موقف المملكة العالمي خلال فترة تفشي وباء كورونا ودعوتها على الفور لدول العشرين لعقد قمة استثنائية بهدف توحيد الجهود الدولية، والتي أثمرت بخروج القمة بحزمة من القرارات الدولية أسهمت بفضل من الله في التصدي لهذا الوباء ومكافحته، والحد من آثاره على مختلف نواحي الحياة الصحية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية، ما أثبت للعالم بأسره قدرة (مملكة الإنسانية) على إدارة الأزمات من خلال توحيد الجهود الدولية لمكافحة هذا الوباء، وتسخير الإمكانات كافة لخدمة الدول الفقيرة والمتضررة ومساعدتهم الطبية، انطلاقاً من مبادئها الإسلامية والأعمال الإنسانية التي اعتادت المملكة القيام بها نحو المجتمع الدولي عند الكوارث والنكبات، وما قامت به المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لمواطنيها والمقيمين على أراضيها من تخصيص الميزانيات الضخمة للقطاعات الصحية لمكافحة هذه الجائحة، وتوفير الخدمات الصحية والعلاجية للمصابين، ما يؤكد حرص قادة هذه البلاد -أعزهم الله- على سلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
ومن خلال رؤية المملكة الطموحة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورائد التغيير، تعيش المملكة ومواطنيها تحولات اقتصادية واجتماعية متنوعة، ومن ثمرات هذا التحول إنشاء عدد من المشاريع والمدن الصناعية العملاقة في مختلف مناطق المملكة؛ من بينها: مدينة الملك سلمان للطاقة، وعد الشمال، نيوم، البحر الأحمر، وغيرها، الأمر الذي سيسهم مستقبلاً في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، وتطوير قطاع الصناعات والقطاع الخاص، وخطط التنمية الاستراتيجية الصناعية الوطنية. وما مشروع «نيوم» الذي يعد من أكبر المشاريع في المملكة والمنطقة العربية إلا جزءاً من تلك الرؤية لتطوير المملكة في مجالات مختلفة ومن أهم ما يركز عليه هذا المشروع هو تطوير القدرات باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنية واستخدامات الطاقة البديلة والمدن الذكية، إضافة إلى الاهتمام بالسياحة، مما سينعكس على المواطن من خلال هذا المشروع العملاق؛ سواء في مستوى المعيشة أو على مستوى الخدمات المدنية التقنية في الصحة والتعليم والنقل والترفيه، وزيادة فرص النمو والتوظيف.
وفي هذا العهد الزاهر، والعطاءات الملكية المتتالية والإنجازات المتعددة، يحق لنا أن نفخر ونفاخر بوطننا وقادتنا.. فهنيئاً لنا بما ننعم به من أمن وأمان واستقرار ورخاء.. وحفظ الله لنا ديننا وقادتنا ووطننا.
** **
- عضو مجلس الشورى