علي الخزيم
يحق لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض أن يعلن فخره واعتزازه بإنجاز جديد من إنجازاته المتواصلة التي يؤكد من خلالها أنه منشأة صحية علمية عملاقة، وأحد المعالم التي تتزين بها مدينة الرياض عاصمة مملكة العزم والحزم، بل إنه من الصروح الطبية التي ترفع اسم المملكة عالياً بين الدول، ونفاخر به كمواطنين لتحقيقه إنجازات طبية علمية استشفائية نباهي بها بين دول العالم المتقدمة، فقد أكد المستشفى أنه ومنذ ما يقارب 40 عاماً قد حقق ما نسبته (صفر في المائة) فيما يتعلق بإهدار المياه منفذاً لمشروع تدوير المياه داخل المنشأة العملاقة، ويشير المستشفى عبر موقعه الإلكترونية إلى أنه أعاد تدوير مياه الصرف الصحي بنسبة 100 في المائة بفضل محطات معالجة الصرف الصحي التي تتسع لأكثر من 2400 متر مكعب، وأنه استفاد من هذه المياه لري 60 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء.
ومن المعلوم أن رسول الهدى قد حثنا على الاهتمام بمصادر المياه والحفاظ على الثروة المائية حتى لو كانت انهاراً جارية، والقائمين على المستشفى هم خير من يمتثل لهذا التوجيه الشريف ويثمنون أهمية الحفاظ على المياه بكل مصادرها وضرورة الاستفادة منها في المجالات المناسبة، وإذا كان الإسلام الحنيف قد حث على هذا فإننا أولى باتباعه وأن نكون بذلك قدوة لغيرنا من الدول، وهذا ما نراه يحدث إذ إن دولاً بكل اتجاهات الجغرافيا اتخذت من حديث الرسول المصطفى نبراساً لها ترفعه بالمواقع المناسبة ليراه المواطن هناك في سبيل المحافظة على الثروة المائية والعناية بمصادرها، لذلك فإن تثقيف الجمهور بأهمية وقيمة عمليات إعادة تدوير واستخدام المياه أمر جدير بالاهتمام.
ويقول مختصون بهذا الجانب أن الأمر الأكثر أهمية في مسألة تدوير المياه ليس توفر أو إجادة التعامل مع وسائل التقنية الخاصة بذلك، بل إنه يكمن في نسبة تقبل الناس لهذا الاستخدام، ولهذا تلجأ جهات الاختصاص كالبلديات مثلاً لاستخدامها لغسل وتنظيف الشوارع وسقيا الحدائق العامة، كما يمكن أن يكون المحتوى الغذائي لمياه الصرف مفيدًا للزراعة ونحو ذلك فهي معالجة وآمنة، وفي بلاد يشح بها الماء تعالج مياه الصرف الصحي بتقنيات عالية لتكون صالحة للاستخدام الآدمي، ومن الفوائد المرتبطة بإعادة التدوير المردود الاقتصادي - وبحسب أهل الاختصاص - فإن التكلفة المادية بمحطات علاج وتنقية المياه منخفضة نظراً لعدم احتياجها لطاقة خارجية؛ فالطاقة الضرورية تولد عبر عمليات التبادل الحراري بين التيارات المائية، ومن فوائد عمليات التدوير الحصول على الغاز الحيوي، واستخراج السماد الطبيعي، كما يستفاد من مكوناتها الحيوية بمشاريع توليد الطاقة.
الأمر الجَلِي الواضح أن إدارة مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض قد أدرك أهمية تدوير المياه وبادر وسبق الآخرين بهذا النجاح بمشروعه الرائد، وتجاوز بهذا الإنجاز تصورات الجمهور الخاطئة حول تنفيذ مشاريع إعادة تدوير المياه، وانتهج المستشفى الأسلوب المتحضر بالتواصل مع الجمهور عبر التقنية وأحياناً بالإيضاحات المكتوبة أمام المراجعين لتبديد أي مخاوف وجعلهم على اطلاع تام بهذا الجانب، وفقهم الله لمزيد من النجاح والفلاح.