رمضان جريدي العنزي
نحتفل اليوم الأربعاء باليوم الوطني المجيد الـ90، ومن أجل هذا الوطن الشامخ الأغر علينا أن نعيش بفرح وعزة وشموخ، وأن نكون يقظين وحذرين، وأن نكون كالقابض على الجمر، أو على حد السيف، فلا شيء يقلق في الحياة سوى الحفاظ على الوطن حده وناسه ومكتسباته، لحمته وتلاحمه واتحاده، تصاهره واندماجه، وفسيفسائه المغايرة، لقد كثرت حولنا الغربان الناعقة، والضفادع الناقة، والثعالب الماكرة، والضباع الشرسة، والتماسيح البشعة، والعقارب السامة، والثعابين اللادغة، وكل حشرات الأرض الطائرة والزاحفة، لا يريدون لنا الخير مطلقاً، بل يريدون لنا التشرّد والتيه والخراب والمعاناة والضياع، لن نصدقهم أبداً، ولن نطمئن لهم، ولن نقتنع بتنظيرهم وفلسفتهم وآرائهم، من ضاجع الأعداء ونام معهم في سرير واحد لن نثق به البتة ولن نستأنس به، إنهم يريدون أن يصيبونا بالهلع والدوار والشرود الذهني والاكتئاب والقلق والغثيان، إنهم يريدون أن يعيدونا إلى زمن الحروب والتطاحن والعصبية النتنة والفوضى والفقر والمرض والجهل والجوع، والتقاتل على مربع مرعى، أو على بئر ماء، وأن نكون الحلقة الأضعف، إنهم يريدون حياتنا هكذا، فكيف لنا أن نصدقهم وهذه تطلعاتهم وآمالهم وأحلامهم، وكيف نسمح لهم أن يصادروا منا الأمن والأمان ومكتسباتنا الثمينة، هكذا عنوة منهم وغفلة منا، إن هؤلاء المشردين على الأرصفة الباردة في المدن النائية لا يريدوننا أن نصنع الحياة، أو نبني مستقبلاً، أو نثبت أقدامنا، إنهم يريدون لنا الفوضى الخلاَّقة ليس إلا، وليس في أمرهم غرابة والتدمير عندهم نظرية ثابتة، والموت العبثي عندهم حياة، والتفكك والتشرذم عندهم يعني الوحدة، والتقسيم يعني حقوق المكونات، والباطل عندهم هو الحق، والحق عندهم هو الباطل، تلك هي آراؤهم ونظرياتهم ومعتقداتهم وأهدافهم، إن خطنا مستقيم، وخطهم ملتوٍ، ولن يلتقي المستقيم مع الملتوي أبداً ولا يتشابه، لذا نحن نعرف كيف نعمل لكي ننجح، وهم لا يعرفون كيف يعملون لهذا هم في كل مرة يفشلون وسيفشلون ولن تقوم لهم قائمة، وليعلم هؤلاء بأننا لن نكون معصوبي العينين، ووعينا لن يكون زائفاً، وإدراكنا للأمور أكثر مما يدركون، ولن تخضع أدمغتنا للغسيل، وثباتنا على الحق والمبدأ والولاء للوطن لن يتغيَّر، بل سينمو ويكبر ويعلو، ولن تهزنا هرطقات هزلية من أفواه مريضة، ولا تنظيرات كلامية جوفاء، ولا أقلام مأجورة صفراء، ولا فضائيات نابحة علينا في اليل وفي النهار، فنحن الثبات، ونحن الولاء، ونحن الدروع لكل غي، ونحن السيوف ضد العدا، نحن الحتف، ونحن البرق، ونحن الصواعق من صوتها يخور الجبان.