د.عبدالعزيز الجار الله
خريطة المملكة ذات المساحة الشاسعة نحو مليوني كيلومتر مربع، من أصل 2.8 كيلومتر مربع من مساحة الجزيرة العربية الإجمالية، يعادل 70 في المائة من مساحة الجزيرة العربية. وحدها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- خلال (30) سنة من 1902 وحتى 1932م سنة إعلان توحيد المملكة العربية، هذه الخريطة التي جمعت أكبر وأطول شواطئ البحر الأحمر الشرقية، وشواطئ الخليج العربي الغربية، وتضم ظواهر جغرافية ثمينة، لكن قبل التضاريس هي موطن للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما أبرز الظواهر الجغرافية فهي:
المرتفعات الغربية، الربع الخالي والنفود الكبير بحار الرمال، وقطاع المعادن السائلة في القطاع الرسوبي في المنطقتين الشرقية والوسطى، وتسع هضاب طبيعية تقوم عليها مدن المملكة.
تشكل هذه التضاريس تكوينات الجزيرة العربية من الظواهر والكنوز، فكيف استطاع الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- توحيد هذه المساحات والأقاليم في زمن قصير؟
يعد توحيد المملكة من المعجزات، فالدول تتقاتل على شريط وخط حدودي ضيق وقصير، ومرتفعات تلال صغيرة، ومنفذ بحري ضحل وصخري غير عميق، إذن توفيق الله وإرادته أن تقوم هذه الدولة على هذه المقدرات الطبيعية والجغرافية ومخزونها النفطي والغاز والمعادن الصلبة والخيرات في بطن الأرض وعلى سطحها، الملك عبدالعزيز عندما وحّد دولتنا لم تكن موضوعات عديدة مطروحة وقائمة على السطح مثل النفط والغاز والبحار، وهذه ساعدت المؤسس على سرعة تنفيذ خريطة دولته، قبل أن تتنبه الدول العالمية من حوله لمشروع المؤسس، ظرف ما بين الحربين، أو ما قبل الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م، وقبل أن تقوم الحرب العالمية الثانية 1939-1945م، حيث بدأ قبل الحرب العالمية الأولى واستكمل مشروع الدولة قبيل الحرب العالمية الثانية، ثم عمل الملوك من بعده على ترسيم الحدود وتوقيعها على خرائط في الأمم المتحدة قبل تقلبات الظروف السياسية في الوطن العربي من بداية حرب الخليج الثانية عام 1991م تحرير الكويت، وبقي القليل من الحدود البرية والبحرية.