سلطان المواش - الرياض:
رفع معالي المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة باسمه ونيابة عن منسوبي الوزارة والجهات التابعة لها والمرتبطة بها، أسمى التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم، بمناسبة اليوم الوطني (التسعين) لتوحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-.
وعبَّر معاليه بهذه المناسبة عن بالغ الشكر والاعتزاز لما توليه الدولة منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- من رعاية واهتمام بتوفير الخدمات الأساسية كافة للمواطنين في عموم مناطق المملكة، ومن ذلك الخدمات المرتبطة بمنظومة البيئة والمياه والزراعة، الأمر الذي أسهم في تحقيق معدلات عالية في مجال الأمن الغذائي والمائي ورفع مستوى خدمات الإصحاح البيئي، حيث تحسن مؤشر الأمن الغذائي العالمي بالنسبة للمملكة من المرتبة (32) عام 2016م، إلى المرتبة (30) عام 2019م، ويُتوقع -بمشيئة الله- أن يستمر هذا التحسن لهذا العام والأعوام المقبلة، كما سجلت الوزارة من خلال قطاعاتها المختلفة العديد من الإنجازات الوطنية، ومن ذلك نجاحها في تنمية الإيرادات غير النفطية وتحقيق كفاءة الإنفاق.
وأشار معاليه إلى أن مناسبة هذا العام تأتي في ظل تداعيات جائحة كورونا وآثارها على الاقتصاد العالمي، إلا أن الدولة بقيادتها الحكيمة استطاعت -ولله الحمد- تهيئة الظروف وتقديم الخدمات والتسهيلات كافة لتجاوز هذه الجائحة، وقد تمكنت الوزارة -ولله الحمد- من الوفاء بتوفير كامل احتياجات الأسواق المحلية من المنتجات الزراعية والمواد الغذائية والمياه وخدماتها خلال تلك الفترة، مما أسهم في تجاوز هذه الأزمة.
كما أشار معاليه إلى جهود الوزارة في سبيل تقديم خدماتها الرقمية للمستفيدين كافة خلال تلك الأزمة، حيث توّجت مجهوداتها بتطوير منصة (زراعي) الإلكترونية، وحصول منصة (أنعام بلس) على شهادة التميز لمنتدى القمة العالمية لهذا العام، إضافة إلى إطلاق خدمات إضافية إلكترونية للمستفيدين في جميع المناطق، كما نالت شركة المياه الوطنية جائزة منظمة معلومات المياه العالمية كأفضل منظمة مياه عامة لعام (2020م)، عن مشروع (منظومة حياة)، والذي طبقت من خلاله الشركة مراحل التحول الرقمي كافة للخدمات وتوحيدها في جميع مناطق المملكة، وأشار معاليه إلى أنه تحقيقاً لرؤية المملكة (2030)، ومن خلال المبادرات والبرامج والخطط التي تعمل الوزارة على تنفيذها، تحقق -ولله الحمد- العديد من الإنجازات التي أسهمت في رفع كفاءة الإنتاج والتسويق، وتحقيق نسب عالية من الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الزراعية والحيوانية، فقد بلغ الناتج المحلي للقطاع الزراعي (61,4) مليار ريال، أي ما يعادل (2.33 في المائة) من الناتج المحلي للمملكة.
وتابع معاليه: لقد استكملت الوزارة خلال هذا العام استراتيجياتها وأنظمتها وهياكلها التنظيمية، ومن ذلك نظام البيئة الذي أُعد في إطار الاستراتيجية الوطنية للبيئة، والنظام الأساس للمراكز الوطنية للبيئة، إضافة إلى تطوير آليات العمل البيئي وتحسين جودة الخدمات، وإعادة تأهيل مواقع الغطاء النباتي في المراعي، وتنمية المتنزهات الوطنية وإثرائها بيئياً عبر برامج التشجير باستزراع قرابة (مليون) شجرة.
وفي مجال المياه وخدماتها، أشار معاليه إلى أن قطاع المياه حظي باهتمام بالغ أسهم في استمرار التوسع في خدمات المياه والصرف الصحي لتحسين البنية الأساسية، وحققت الوزارة إنجازات كبيرة خلال عام (2020م)، أبرزها اعتماد نظام المياه ضمن الاستراتيجية الوطنية للمياه، والذي يهدف إلى إشراك القطاع الخاص في عمليات إنتاج ونقل وتوزيع المياه وتوفيرها للقطاعات (الحضرية، والصناعية، والزراعية) بمستويات عادلة، وتوفير مياه نظيفة للمستفيدين، إضافة إلى التوسع في البنية التحتية لخدمات المياه والصرف الصحي، وذلك بزيادة نسبة التغطية إلى (82.9 في المائة)، وخدمة أكثر من (301) ألف مستفيد جديد، وزادت سعة الخزن الاستراتيجي التصميمي إلى (18.73) مليون متر مكعب، كما عملت الوزارة على تحقيق التحول الرقمي في التراخيص، حيث أصدرت (318) رخصة إلكترونية لحفر آبار في مختلف مناطق المملكة للأغراض الصناعية والزراعية والسكنية، بالإضافة إلى التوسع في خصخصة القطاع وبمشاركة القطاع الخاص، لتقديم أفضل الخدمات المتعلقة بإنتاج ونقل وتوزيع المياه وخدماتها بجودة عالية في مختلف مناطق المملكة.
وحول ما تحقق في القطاع الزراعي، أشار معاليه إلى أن قطاع الزراعة شهد نقلات كبيرة في عدة مجالات، أهمها دعم صغار المزارعين، وتنمية وتطوير الثروة الحيوانية، والتحول الرقمي في تقديم الخدمات الإلكترونية للمستفيدين، وكذلك تنظيم الثروة الحيوانية والزراعية والمائية، وإشراك القطاع الخاص من خلال إطلاق نظام الزراعة، كما عملت الوزارة على تنفيذ برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، وتوجيه الإعانات الزراعية لمستحقيها، ودعم صغار المزارعين وفق الميزات النسبية للمناطق، ودعم الصيادين ومربي الماشية، وزيادة حجم صادرات التمور السعودية وتحقيق (80 في المائة) من المستهدف للوصول إلى (200) ألف طن بنهاية عام (2020م)، وتحقيق أكثر من (50 في المائة) من مستهدف زيادة حجم إنتاج الخضراوات في البيوت المحمية للوصول إلى (450) ألف طن، وكذلك التخطيط لتعزيز الأمن الغذائي من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والدواجن بنسبة (80 في المائة) خلال هذا العام (2020م)، موضحاً معاليه أن مبادرات الوزارة أسهمت بشكل ملحوظ في رفاهية المواطنين، وحققت نقلة في كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وهيأت فرصاً عديدة لتوطين الوظائف واستقطاب الكوادر الوطنية.
واختتم معاليه كلمته، داعياً الله تعالى أن يُعيد هذه المناسبة الغالية على بلادنا وهي في أمن وأمان في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله-.