عبدالكريم الحمد
نعيش اليوم احتفالات وطن دام عطاؤه 90 عاماً في جميع مجالاته السياسية والاقتصادية والعسكرية وكذلك الرياضية، نعيش اليوم فرحة شعب اختلطت مشاعره وعاطفته برمال وجبال وطن كان وما زال وسيبقى حظنا دافئاً وملاذاً آمناً وسط أزمات سياسية واقتصادية وصحية ضربت المنطقة والعالم دون أن تمسّ أرضنا الطاهرة بأضرار تُذكر التي حماها الله بحفظه ثم بسياسة حكيمة من قيادة رشيدة آثرت صحة ورفاهية شعبها على أي مصالح أخرى.
وفي غمرة أحاسيس الفخر والكبرياء التي استمدها المواطن من وطن بحجم وقيمة المملكة العربية السعودية التي اجتهد في رحابها كل فرد ومسؤول في جميع قطاعاتها ومجالاتها، كان لزاماً علي أن أتحدث عن ملحمة رياضية كروية في الملاعب الآسيوية التي تخوضها أربعة أندية ممثلة لدعم ونهضة قطاع الرياضة والشباب في بلادنا الحبيبة، يتقدمهم ويتزعمهم كبير آسيا وحامل لقب البطولة (الهلال) الذي بات مضرب مثل للطموح المتجدد والكفاح المتجسد في عزمه وقوة بأسه حتى في أصعب الظروف وأضيقها.
أزمة «فايروس كورونا» التي ضربت معسكر الهلال خلال وجوده في أرض بطولة دوري أبطال آسيا بالدوحة وإصرار الفريق الأزرق على مواصلة الركض في المنافسة رغم تعنّت وعناد غريب وعجيب من اتحاد القارّة ليس إلا دليل على أن هذا النادي ما زال يحفر اسمه ويسطّر ملحمة تلو الأخرى في كل مكان وزمان حتى وإن كان الزمان «زمان كورونا»، فكانت المحصّلة صدارة للمجموعة وتأهل للأدوار الاقصائية رغم تمدد حالات الإصابة وتساقط أوراق نجومه ليس في كل جولة، بل في كل يوم من أيام البطولة.
نعم استحق الهلال وبكل جدارة أن يكون سفيراً فوق العادة للوطن وأنديته، استحقاق لم يكن وليد اليوم بل هو تأكيد وإثبات على صلابة الكيان الأزرق الشامخ ومتانة تاريخه المتجذر في الملاعب الآسيوية والعالمية أيضاً، فما حصل لزعيم آسيا في نسخة دوري أبطال آسيا الحالية وقتاله لتجاوز محنته أرعب قلوباً ترقّبت وتأملت سقوطه فخاب مسعاها وتكسّر ظنها على صخرة زرقاء صلبة.
ملحمة هلالية آسيوية أسطورية أجبرت الإعلام الخليجي والآسيوي والعالمي أيضاً على احترام قصة كفاح وعدم استسلام حتى آخر رمق في الدكة، ملحمة سعودية تحدثت عنها صحف إيطالية ورومانية وبيروفيه وفرنسية دعماً واعجاباً ببطل آثر دور البطولة على أن يستريح، بينما «بعض» إعلامنا مع الأسف انشغل في التهكم والتجريح بصرير أقلام ملؤها التعصب والميول.
قبل الختام:
يقول المعلق الإماراتي فارس عوض:
«لمثل هذه الأدوار البطولية ولد الهلال»