خالد بن حمد المالك
في اليوم الوطني نختصر عادة حبنا مظهريًّا في يوم واحد، لكن الحب الحقيقي الذي يعتمر قلوبنا للوطن هو في كل لحظة ودقيقة وساعة ويوم، وعلى امتداد أعوام حياتنا، وهو أبدًا لم ولن يغيب عن عواطفنا ومشاعرنا، وسيكون حاضرًا قويًّا، ولا يدانيه أو يوازيه حب آخر ما بقي لنا رمق في هذه الحياة.
* *
في يوم الوطن نستحضر غدًا الحب، نكرس الولاء، نعيد ونكرر «إني أحبك يا وطني الحبيب»، ويرددها بعفوية كل مواطن ومواطنة، وعلى سليقة كل واحد منا. ونحن هنا لا نتصنع هذا الحب، ولا نجامل فيه، ولا نتكلف حين نعبّر بذلك عن ذكرى غالية ليوم خالد في أعماق قلوبنا.
* *
والوطن يبقى شامخًا وقويًّا حين يحميه مواطنوه، وملهمًا لما هو آتٍ من أفراح هي ترجمة لإخلاصنا ومحبتنا لكل شبر وكل ذرة تراب فيه؛ فالعلاقة بين المواطن والوطن متزامنة ودائمة ومستمرة، وتقوى وتنمو وتتجذر من سنة لأخرى، وتنتقل من جيل لآخر، ويتوارثها الجميع بما لا غنى لأي مواطن عن حماية الوطن والذود عنه.
* *
الوطن قصة حب جميلة لا تكتمل، ورواية لعلاقة أزلية لا تنتهي، وقبس من نور وضياء لا يختفيان، ما بقي المواطن متمسكًا بالدفاع عن أرضه، وفيًّا لوطنه، ومخلصًا لدوره في خدمته؛ ليكتمل بذلك البناء، وتزدهر المدن، ويكون المواطن بوعيه وعلمه وتجاربه قادرًا على أن يشارك ويساهم ويسابق غيره في بناء مجد الوطن.
* *
والاحتفال غدًا بابتهاجنا وفرحنا وتغنينا بقيمة الوطن سيبقى مفتوحًا ومتجددًا مع كل خطوات التطور المتسارعة التي يمرُّ بها، تناغمًا مع خطط وبرامج وتوجهات القيادة، وحين يكون المواطن على قدر المسؤولية في تحمُّل دوره ومسؤوليته في تطور الوطن، وفي إضافة إنجازات جديدة، تُجمّله، وتضعه ضمن الدول الأكثر تقدمًا ورقيًّا، مثلما هي اليوم المملكة العربية السعودية.
* *
وفي التفاصيل المهمة عن الوجه المشرق للمملكة في الذكرى التسعين لليوم الوطني الذي نحتفل به غدًا، هناك إنجازات كبيرة وكثيرة وعظيمة تحققت، لكن أهمها ما قام به المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - من إنجاز أكبر وأعظم؛ إذ لولا توحيده المملكة بدلاً من الدويلات المتناثرة لما كان هذا الوطن بكل هذه السعة والتطور المذهل، ولما كان للمملكة الشرف بأن تكون مسؤولة عن خدمة الحرمين الشريفين، ولما كان كل هذا الإبهار في الإنجازات المتلاحقة.
* *
لكن يبقى التسلسل الزمني التاريخي للملوك من بعد عبدالعزيز، بإنجازات كل ملك، واستمرار عمل كل منهم وفق برامج وخطط بحسب كل مرحلة وظروفها.. فمن الملك سعود، مرورًا بالملوك (فيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعًا -)، إلى عهد الملك سلمان، رأينا سلسلة من الإنجازات التي ما كان لها أن تتحقق في هذه الفترة الزمنية القصيرة لولا أن هؤلاء الملوك اعتمدوا على ما وجههم به الملك المؤسس، ولولا خارطة الطريق التي رسمها لهم.
* *
وفي عهد الملك سلمان وعضده الأيمن الأمير محمد بن سلمان، ووفق رؤية 2030، رأينا وشاهدنا واستمتعنا بما حرك كل ما كان يتحدث به المواطنون، وينتظرونه، ويتطلعون إليه من عمل، وفعل، وتغيير، وتجديد؛ ليكون ذلك سابقة لإنجازات سبقت بسنوات ما كان يُتوقَّع أن تتم.
* *
ومع أن اليوم الوطني يحمل من المضامين الشيء الكثير، ويذكِّر بما تم تحقيقه من إنجازات على المستويَيْن الداخلي والخارجي، فإنه أيضًا يذكِّر بما هو قادم - إن شاء الله - من إنجازات أخرى كبيرة، تليق بالوطن والمواطن؛ فالملك وولي عهده في سباق مع الزمن لتحقيق كل تطلعات المواطنين.