د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ
يخرج لنا الدكتور عبدالرحمن المطرفي، الأستاذ بكلية الطب في جامعة الملك سعود بكتاب يسجل فيه حياته في خمسة مستشفيات واحد منها خارج الوطن. صاحب الدكتور المطرفي والدته في مستشفى طلال (الذي أصبح مستشفى الملك عبدالعزيز، التابع لجامعة الملك سعود، فيما بعد). كانت والدته، رحمها الله منومة في مستشفى الملك عبدالعزيز لعدد من السنوات وكان المرافق لها، كان يعيش معها في المستشفى ويذهب إلى مدرسته في المرحلتين الابتدائية ثم المتوسطة، ومن ثم نقلت الأم إلى مستشفى شيرنج كروس في لندن، هذه المرة كان مصاحباً والدته وزوجته وابنته الصغيرة البالغة شهرين من عمرها، وكان مصاحباً لها طيلة مكوثها فيه، واستمر في متابعة دراسته في مدينة لندن ليسجل في مرحلة الماجستير، مسار البحث، وبعد عودتهم إلى الرياض تم تنويمها في المستشفى الذي كانت فيه، أما أبو فيصل فقدم أوراقه المتمثلة في حصوله على الدكتوراه في تخصص الفارماكولوجي، وأصبح بناء على ذلك عضو هيئة تدريس في كلية الطب، جامعة الملك سعود، عاد مع والدته وأسرته بعد أن تم علاجها وبعد أن حصل على شهادة عالية في تخصص الصيدلة الإكلينيكية، عظيم ما حققه أبو فيصل، رافق والدته في رحلة علاجها وأكمل دراسته العليا في تخصص يعتبر نادراً في تلك الأيام، تخصص تحتاجه الجامعة والمجتمع.
هذا البر بالوالدين يعتبر مثالاً يحتذى، ومعلوم أن البر بالوالدين في حياتهما وبعد مماتهما، فهو خير متواصل لا ينقطع، ويقوم به من هداه الله ووفقه لذلك.
أما المستشفى الرابع فكان مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حيث أعيرت خدمات أبي فيصل إلى المستشفى المذكور ومكث يعمل فيه لعدة سنوات. وأخيراً عاد أبو فيصل إلى الكلية التي ابتعثته، كلية الطب بجامعة الملك سعود واستأنف عمله في الكلية، وتحديداً في قسم الأدوية، في نهاية عام 1410 للهجرة.
تلكم مسيرة ذلكم المكافح المتمثل في البر بوالدته والعناية بأسرته وتحقيق طموحاته العلمية والتفاني في عمله ومجال تخصصه، والإخلاص في خدمة وطنه ومجتمعه، كل هذه الأمور تعتبر مثالاً يحتذى لأبناء الوطن شباباً وشابات، وفق الله أبا فيصل ورحم الله والديه، كتاب أبي فيصل الذي سجل فيه مسيرة حياته، كتاب غني بالمعلومات والذكريات وذكر حسن لمن اتصل بهم وتعامل معهم، داخل الوطن وخارجه، كتاب يستحق القراءة والتمعن، كتاب ممتع في قراءته. شكراً أبا فيصل على هذا العمل، الذي استمتعت بقراءته واستفدت مما احتواه من معلومات وذكريات، وفقك الله أخاً فاضلاً وصديقاً وفياً وزميلاً ومحباً وقريباً.