أ.د.عثمان بن صالح العامر
في مثل هذا اليوم من كل عام نعيد معاً تقليب صفحات تاريخ مملكتنا المجيد، هذا الوطن الفريد الذي أسس قواعده، وأبدع في توحيد قبائله، ورسم معالم كيانه، وبناء لبناته، وتراص صفوفه خلف قيادته، جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وفي نفس الوقت نجدد في يومنا الوطني التسعين، العهد والولاء - على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وألا ننازع الأمر أهله - لقيادتنا العازمة الحازمة: مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين. ونستشرف في ظل رؤية بلادنا الغالية 2030 غداً مشرقاً وضاءً لوطن العز والمجد، بلدنا المعطاء المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم أجمعين، تلك الرؤية المتميزة التي هندس فكرتها، وأبدع في صياغتها، ورسم خارطتها، وحدد معالمها، وأبان أهدافها، وأوضح مكامن قوتها، وشرح مضامين بنودها وفقراتها بكل شفافية ومصداقية ووضوح، وكان وما زال يتابع تطبيقها، ويبارك خطواتها، ويدعم مبادراتها، ويحيدُ معوقاتها، ويتغلب على تحدياتها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان الرجل الألف، التواق بطموحه وتطلعاته بلوغ عنان السماء، الثابت في قيمه ومبادئه وموروثاته ثبوت جبل طويق، المراهن بشباب الوطن وفتياته العالم بأسره، فهم - كما ألمح وصرح في أكثر من مناسبة - من سيشيدون عالما سعودياً سيكون منافساً قوياً في نادي الكبار.
إنّ منا ومن بيننا وللأسف الشديد مواطن ولكن لا وطنية عنده، يعيش على هذه الأرض ولا يستشعر بأنها منزله وسكنه، ولذا فقلبه خاوٍ من حبه لها، همه الأساس وشغله الرئيس مصالحه الشخصية التي لا تتعدى أسوار منزله الصغير، ومثل هذا الإنسان غريب عن داره «الوطن» حتى ولو عاش معنا العمر كله.
* وهناك وطني ولكن لا مواطنة عنده، فهو يشعرك بحبه للوطن ويتغنى به ويحتفل بمناسباته ولكنه لم يقدم شيئاً له طوال عمره، مع أن بمقدوره أن يقدم الكثير، أو أنه لم يكن في حياته صورة للمواطن الصالح الذي يفتخر الوطن به.
* والمطلوب منا جميعاً ونحن نعيش هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا أن نكون «مواطنين وطنيين»، نرسم مشاعر الحب التي تختلج في ذواتنا لأرضنا الطاهرة صورة رائعة من العطاء والبذل والفداء حتى ندخل سجل المواطنة الصالحة والتي أبرز مواصفاتها العالمية اليوم: (الحفاظ على الممتلكات العامة، ومحاربة الفساد فضلاً عن الولوغ فيه، والعطاء بلا حدود، وتقديم ما في الوسع من أجل غد أفضل لوطننا العزيز).. فمد اليد لليد، وشد الساعد بالساعد عنوان العمل الجاد، من أجل مستقبل بنّاء ينعم به مواطن هذه الأرض الطاهرة في القادم من الأيام.. يحفّزنا لكلِّ ذلك تشريف الله لنا بانتمائنا لأرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ووجود ولاة أمر انبروا بكلِّ تفانٍ وإخلاص لبناء وطن عزيز وتحقيق نهضة إنسان، فلهم حفظهم الله ولكل مخلص من أجل الوطن ورقيه وتقدمه وصلاحه وتطوره، تحية إجلال وتقدير، وباقة شكر وتبجيل، وللوطن تجديد عهد يزدان بالوفاء ويطرز بالإخلاص ويعنون بالمواطنة الصالحة،، والله عز وجل أسأل أن يديم علينا أمننا، ويحفظ عقيدتنا، ويوفق ولاة أمرنا ويعينهم، ويحمي أرضنا، وينصر جنودنا البواسل، ويبصر علماءنا، ويوحد صفوفنا خلف قادتنا، ويجمع كلمتنا على الحق، ويرفع عنا الوباء والبلاء، ويقينا شر من به شر، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام،،،