سهوب بغدادي
أي أن الأشخاص في جماعة أو مكان ما (herd behavior) يبرز للعيان سلوك إنساني يندرج ضمن ديناميكيات الدفاع احتمالاً، يعرف، يلتزمون بالسلوك الجماعي السائد وإن كان خاطئاً أو مدمراً في كثير من الأحيان، دون تفكير أو تخطيط. هذا المصطلح في الأساس يعود لسلوك بدائي يطلق على تصرف الحيوانات في القطيع أو السرب -أعزكم الله-. كما يبرز أيضاً من خلال سلوك الطلاب في المدارس أو الأشخاص في مواقع وأحداث مختلفة كالفرار من الحوادث أو نشاط سوق الأسهم والبيع والشراء بشكل عام. من هنا، نرجع إلى سيكولوجية الأشخاص الشاهدين على أمر خاطئ دون الإسراع في اتخاذ القرار الصائب، نظرا لأن الإنسان بطبيعته التكوينية يحاول الانتماء إلى مجموعة باعتباره كائنا اجتماعيا أساساً. لذا فإن سلوك القطيع يتطلب نفسا قوية وروحا مقدامة ومبادرة لكسر حاجز الصمت السلبي وبالتالي مساعدة من يطلب يد العون. كم مر علينا حوادث مماثلة منذ نعومة الأظافر إلى سن البلوغ وما بعد ذلك. إذ تعد ظاهرة التنمر الجماعي والسكوت عند مشاهدة واقعة التنمر مندرجة ضمن سلوك القطيع. حيث يباشر عدد من الأشخاص التنمر على الفريسة بدافع حماية نفسه وعدم جذب الأنظار إليه بالتخفي وراء الفعل السلبي. وفي المقابل مع اختلاف النتائج وماهيته ما نراه بشكل يومي أو شبه يومي من تصدر الوسوم المعنية بإنقاذ حالة يمارس عليها التعنيف أو تعاني من خطب ما. فهل ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في كسر أو تخفيف سلوك القطيع أم زادته سوءا؟ باعتقادي أن وسائل التواصل الحديثة والمنصات الرقمية أسهمت بشكل واضح في تغذية وإضعاف السلوك بشكل متضارب، حيث نرى الكثير من حالات التنمر الالكتروني على المشاهير وغيرهم حتى طالت الأطفال في بعض الأحيان. بينما تبرز الوسوم والمناشدات لإظهار قضية إنسانية. تباعاً لا يوجد شر أو خير بشكل مطلق في هذه الحياة. فكل شخص خير قد يتصرف بشكل خاطئ والعكس صحيح، مع التحفظ على مقدار الشر والسوء في ذلك الإنسان. حيث لا يوجد شخص سيئ 100 % وقد نلمس فيه جانباً أو أكثر إنسانيا وشاذا عن سجيته السلبية، مثالاً على ذلك، ما الفيلم المفضل لهتلر؟ من المشاع عن هتلر حبه لفيلم بياض الثلج والأقزام السبعة (سنوووايت)! أليس في ذلك أمر صادم وغير متوقع؟ إلا أن تقييمنا للشخص يكون في حالة وحادثة معينة بحسب جسامة هذا الحدث. بغض النظر ما تم استعراضه آنفاً، فإنني أشجع الجميع على كسر سلوك القطيع والتصرفشكل قيادي. فلا تعلم ما مدى التأثير المنعكس والحاصل في حياة الفرد المستغيث وإن كانت استغاثاته صامتة. فبصيرتك أعلم بما يتحتم عليك فعله. ولذلك تم إنشاء مركز تلقي البلاغات ضد العنف والإيذاء والذي يستقبل بلاغات العنف الأسري على الرقم المجاني (1919). على مدار (24) ساعة بكادر نسائي بالكامل مع الحفاظ على الخصوصية، إن لم تكسر القاعدة، فمن سيفعل؟
#صوتك_مهم_1919