د.نايف الحمد
بعزيمة لا تلين.. يخوض الهلال هذه الأيام المعترك الآسيوي الجديد في البطولة المجمعة لدوري الأبطال عن غرب آسيا.
في قطر لا صوت يعلو فوق صوت الهلال
الفريق الهلالي البطل يواصل رسم لوحة ملحمية كبرى عنوانها الثبات والثقة والكفاح حتى آخر لحظة!
ظروف صعبة عصفت بالفريق تمثّلت في إصابة عشرة لاعبين بفايروس كورونا، وإصابة عضلية للعليان!
الأخبار تتوالى بإصابات إضافية طالت أهم لاعبي الفريق حتى وصل العدد لخمسة عشر لاعبًا إضافة لعشرة آخرين من باقي أفراد البعثة.. والله أعلم ماذا تخبئ الأيام القادمة!
ما يحدث للهلال لم يكن أمرًا عاديًا، ويصعب احتماله
كان حديث الرياضيين في القارة كيف لهذا الفريق أن يواصل مسيرته في البطولة في ظل هذا النقص في صفوفه!
دخل الفريق أجواء المنافسة بهدوء وثقة كبيرة وإصرار على الدفاع عن لقبه واسمه ومكانته.. واستطاع أن يفض الشراكة على الصدارة مع بختاكور الأوزبكي بتحقيق فوز وتعادل (ضد فريق منظَّم جدًا) كانت كفيله برسم معالم طريقة نحو تحقيق أحلام مشجعيه.
لقد أثبت الزعيم الهلالي قدرته على مواجهة أصعب الظروف والصمود أمامها، بل وتقديم الصورة المشرّفة التي تتمناها جماهيره الكبيرة.
لكم أن تتخيلوا أن فريقاً يلعب دون حارس احتياطي، وكيف سيكون تأثير ذلك على اللاعبين داخل الملعب، فضلاً عن قلة الاحتياطيين وعدم وجود البديل في بعض المراكز!
من حق الجميع أن يبدي اندهاشه.. ففريق الوحدة الإماراتي انسحب من البطولة قبل أن تبدأ لوجود خمس إصابات كورونا، فكيف لفريق أن يواجه هذا العدد من الغيابات في وسط معمعة البطولة!
إن المطلع على تاريخ الهلال يدرك أن هذا الفريق لا يمكن أن يرمي المنديل بسهولة، ولن يقبل بالانسحاب من المعركة، وسيخوضها حتى الرمق الأخير.. نجومه يتسلحون بالروح التي عُرفت عن الموج الأزرق ويستمدونها من إرثهم العظيم وجماهيريتهم الطاغية، ويعرفون أن لهذا الكيان هيبة قادرة على هزيمة خصمه نفسيًا حتى قبل أن يلعب.
نقطة آخر السطر
الأحداث تتوالى في المعسكر الهلالي بالدوحة ولا أعلم ما الذي سيحدث خلال الأيام القادمة! لكن تدخل مسيري الرياضة على أعلى مستوى بات أمرًا ضروريًا من أجل حفظ حقوق ممثِّل الوطن وبطل القارة، فما يحدث أمر غير اعتيادي ويستوجب وقف هذه المهزلة والحفاظ على سمعة البطولة ونزاهتها وذلك بمطالبة الاتحاد الآسيوي بتأجيل الأدوار الإقصائية، وخصوصاً أن النهائي في ديسمبر!
أما إدارة الهلال فأثق أنها ستمضي وتقاتل حتى آخر لحظة، وهذا ما تطالب به جماهيره.. فمن يعشق الهلال لن يقبل بالانكسار، وهذا ما جسّده البطل سالم عندما سأله المذيع: هل سيتأثر الفريق بالغيابات؟! فكان جوابه: لا لأننا فريق بطل! بهذه الروح يلعب الهلال وينتصر..
أسأل الله سبحانه بمنّه وكرمه أن يحفظ بعثة الهلال من كل مكروه، وأن يعيدهم للوطن بعد أن حققوا أحلام جماهيرهم، وأن يمتعهم وكافة بعثات أندية الوطن بالصحة والسلامة.