المحامي/ يعقوب المطير
حينما أعلن نادي الهلال السعودي المشارك في دوري أبطال آسيا - نسخة 2020 - المقامة حالياً في مدينة الدوحة عن تفشي فيروس كورونا بشكل كبير بين أفراد بعثة الفريق حتى وصلت إلى (24) حالة مصابة حتى الآن، من خلال إصابة (15) لاعباً بفيروس كورونا، وكذلك (9) أعضاء من الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، بينما القائمة الرئيسية التي تم تسجيلها لدى الاتحاد الآسيوي (30) لاعباً، بالتالي تبقى (15) لاعباً متاحاً لدى نادي الهلال للمشاركة في هذه البطولة، بينما لوائح بطولة دوري أبطال آسيا، تنص على أنه لا يمكن تأجيل المباراة المقررة مسبقاً بسبب نقص عدد اللاعبين للفريق ما لم يكون لديك أقل من (13) لاعباً من بينهم حارس واحد، وهذه بكل تأكيد لا تنطبق على حالة ووضع نادي الهلال حالياً.
ولكن في ظروف القوة القاهرة مثل ما تم على نادي الوحدة الإماراتي الذي لم يتمكَّن من السفر إلى مدينة الدوحة والمشاركة في منافسات دوري أبطال آسيا بسبب تفشي فيروس كورونا بين أفراد الفريق وكذلك السلطات الإماراتية دعمت موقف نادي الوحدة على عدم مقدرة الفريق على السفر بسبب الإجراءات الاحترازية ومدة الحجر الصحي وفق البروتوكول الطبي المتبع في دولة الإمارات، وبالتالي وافق الاتحاد الآسيوي على انسحاب نادي الوحدة الإماراتي دون توقيع عقوبات عليه باعتباره الانسحاب كان خارج عن الإرادة وبالقوة القاهرة.
وأما في موضوع نادي الهلال السعودي، كان بالإمكان قيام اللجنة المنظمة بتطبيق نص المادة (4/3) من القواعد الخاصة المطبّقة في بطولات الاتحاد الآسيوي أثناء جائحة كورونا، بأنه يتم تأجيل المباراة في حال الظروف الاستثنائية، كذلك تجاوز الشرط المنصوص عليه في المادة بأن لا يكون تأجيل المباراة له تأثير على جدولة المباريات المعتمدة من الاتحاد الآسيوي، بسبب وصول حالات فيروس كورونا إلى (24) حالة، وتغيّب (15) لاعباً عن الفريق أي بما يعادل نصف القائمة المسجلة لدي الاتحاد الآسيوي، وهذا يعطي سبباً مشروعاً ليكون من ضمن الظروف الاستثنائية وتجاوز شرط التأثير على جدولة المباريات، طالما أن تعديل البطولة الحالية من ذهاب وإياب إلى بطولة مجمعة في دولة واحدة كان استثناء، وكذلك إقامة دور الـ (16) من مباراة واحدة كان أيضاً استثناء، وكذلك تأجيل المباراة النهائية إلي تاريخ (19 ديسمبر) حتى تنتهي منطقة شرق آسيا من مبارياتها التي لم تبدأ حتى تاريخه كان أيضاً استثناء، وكذلك بداية مباريات منطقة شرق آسيا إلى الشهر القادم التي حتى تاريخه لم تجد دولة تستضيفها كان أيضاً استثناء لظروف منطقة شرق آسيا، وكذلك السماح بتسجيل اللاعبين في هذا التوقيت على الرغم من مخالفتها للوائح والسماح بتسجيل لاعبين شاركوا في نفس دوري المجموعات من هذه النسخة كان أيضاً استثناء، كل هذه الاستثناءات التي وضعت في هذه البطولة ووافق عليها الاتحاد الآسيوي هل عجز عن تأجيل مباراة الهلال وشهر خودرو الإيراني في ظل خروج النادي الإيراني من المنافسة، ويكون استثناءً واحداً من ضمن حزمة الاستثناءات التي وزعها الاتحاد الآسيوي بكرم على البقية ما عدا نادي الهلال؟!
هل حان الوقت ليكون لدينا تمثيل سعودي قوي متغلغل في الاتحاد الآسيوي سواء على مستوى اللجان العاملة في الاتحاد الآسيوي، أو على مستوى المناصب التنفيذية مثل عضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، أو من يمثّل قارة آسيا في المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، حتى يكون لنا صوت فعَّال ومؤثِّر على القرارات في الاتحاد الآسيوي؟ لعبة التكتلات والعلاقات لا تأتي إلا بتمثيل قوي في الاتحاد الآسيوي، هل أتى الوقت لصناعة مشروع كفاءات سعودية تمشي على نهج المرحوم عبدالله الدبل «الرجل القوي المؤثّر» آنذاك في حقبات زمنية سابقة؟