د.عبدالعزيز الجار الله
كل عام لوطننا حكاية، منذ أسس الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- عام 1902 بداية التأسيس، ووحدها عام 1932م، وقد أصدر أوامره بأن يكون الأول من الميزان الموافق 23 من سبتمبر هو يوم توحيد المملكة، ونحن نعيش أفراح الإنجازات والمواقف الصعبة، فحكاية العام المنصرم الفائت كانت كورونا (كوفيد19) حاضرة، بدأت عندنا في أوائل يناير 2020م، ورغم صعوبة موقف كورونا المأساوي إلا أنه أعاد لنا ماضي ملامح الوطن عند التأسيس، حين كان الموت يضرب بالجملة، ولا يستطيع أحد من الناس الهرب أو العلاج، كانت الأمراض تفتك بالقرى والهجر، والسكان لا قدرة لها على المقاومة، فيروسات قاتلة تنتشر سريعاً، مثل حال كورونا أمضينا أسابيع دون إدراك لما يحدث، العالم مصدوم، ولا أحد يصدق أرقام الإصابات والوفيات ومن هم داخل العناية المركز.
هذه الصورة قد مرّ مثلها العديد من المشاهد ما بين مرض وفقر وحياة قاسية، مرّت على المؤسس الملك عبدالعزيز في رحلة طويلة من كفاح الصبر وساعات الانتظار، مرّت على الجيوش التي انتقلت من الربع الخالي في الجنوب الشرقي وحتى نهايات جبال مدين في الشمال الغربي، ومن رأس الخليج العربي في الشمال الشرقي، وحتى نهاية جبال السروات جنوبي جازان في الجنوب الغربي، حوالي (2) مليون كيلومتر مربع، تغطي أكثر من ثلثي الجزيرة العربية التي تقدر مساحتها بمليوني و800 كيلومتر مربع.
والصعوبة ليست في مساحة المملكة، إنما أيضاً في الوضع السياسي العام، حيث كان واقعاً بين الحربين العالميتين الأولى والثاني، وهذه الفترة انتشرت بها الأمراض واستعمار أوروبا للبلاد العربية، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م ونهاية الدولة العثمانية، حيث كانت وريثة الدولة المملوكية في مصر، فسلمت الدولة العثمانية معظم الوطن العربي للمستعمر الأوروبي.
الظروف متقاربة على الوطن العربي، فيروس كورونا القاتل، وحروب تتخاطف الوطن العربي منذ الربيع العربي 2010، ذكرى تجعلنا نرى وطننا بصورة عاطفية مملوءة بالمحبة والحنين لهذا الوطن الغالي، والقيادة الحكيمة التي أبعدتنا وجنبتنا المخاطر والحروب والمصادمات.