عمر إبراهيم الرشيد
كنت قد تناولت في مقالي السابق انتهاء الموسم الكروي لدينا وما له وما عليه، واستحقاق البطل وهو نادي الهلال للبطولة نظير النجاح الإداري والفني للفريق. ولا يخفى عليكم أن الطريق إلى النجاح يتطلب الإدارة الاحترافية أولاً، وهذه كما قلت من قبل إنها لدينا غير متوافرة بما يكفي لإدارة أندية هي الأكثر في المنطقة وبلا مبالغة هي الأغنى، لكن الهدر المالي نتيجة انعدام التخطيط أو الفساد هو ما يجعل تلك الموارد عديمة الجدوى، تماماً كأي قطاع آخر. فهل من ينجح في العقار مثلاً، أو في قطاع الأعمال عموماً، يمكن له بالضرورة النجاح في إدارة ناد رياضي؟ وتخيلوا لو أتى أحدهم من إدارة فندق وتسلم إدارة أحد المستشفيات! وفي رأيي هذا ما ينبغي لوزارة الرياضة العمل عليه، وهو وضع التنظيم والهيكلة الجديدة لقطاع الرياضة والأندية بشكل عام، وآمل أنها شرعت في تنظيم القطاع بشكل عام ورعاية المواهب في مختلف الألعاب، وهذا باعث للأمل في وضع الهيكلة والتنظيم الإداري كما قلت.
شأن آخر سبق وتناولته من قبل ولمناسبة المقال أعيده هنا فالتكرار مطلب وليس عيباً، وهي مسألة تأهيل اللاعبين ثقافياً ونفسياً واستثمارياً، بالنظر إلى أن اللعبة هي مهنتهم ومستقبلهم هم ومن خلفهم من أسر وأولاد. فمن يأتي بخلفية تعليمية أو ثقافية واقتصادية محدودة، ثم يبدأ في تقاضي راتب ضخم من احترافه، فالأغلب أنه سوف يفقد توازنه الاجتماعي أو النفسي لهبوط هذه الثروة فجأة، إلا من رحم ربي. ولذلك فلا بد من عمل دورة تأهيلية لجميع اللاعبين تتناول الجوانب الثقافية والصحية والاستثمارية، وسوف يتبين الفارق وتحصل الأندية ومن بعدها المنتخب على لاعبين احترافيين كما في ملاعب أوروبا، وسوف تتنافس عليهم الأندية العالمية لضمهم لصفوفها، ومن ثم يكون لدينا منتخب وطني مطعم بلاعبين محترفين في ملاعب أوروبا وأمريكا اللاتينية. مسألة أخرى أصبحت طابعاً لرياضتنا الكروية، وهي كثرة إقالة المدربين في معظم الأندية لدينا وخلال الموسم الواحد وهذا سبب رئيس للخلل وانعدام الاستقرار الفني النفسي كذلك لدى اللاعبين، عدا الهدر المالي مما أودى بكثير من الأندية إلى الغرق في دوامة الديون. فماذا لو أصدر اتحاد اللعبة قانوناً يمنع تبديل المدرب خلال الموسم ويضع شرط مدة العقد بسنة على الأقل. الكرة قوة ناعمة كما هي الرياضة والألعاب الأولمبية كذلك، فالأولمبياد تجمع يضاهي كأس العالم وفيه التقاء دولي بين الشعوب ورياضيي العالم لمختلف الألعاب، ولعل إنشاء الأكاديمية الأخيرة للمواهب وكافة الألعاب بداية الطريق نحو الوصول إلى ذلك المحفل الدولي الرياضي والإنساني. الرياضة ليست ترفيهاً وألعاباً وصحة فقط، بل هي كما تعلمون قطاع له أسس اقتصادية وإدارية وثقافية، والأمل إن شاء الله أنه في طريقه إلى التحول مع الرؤية الوطنية 2030، طابت أوقاتكم.