عبد الرحمن بن محمد السدحان
* فرغت مؤخرًا من قراءة كتاب نفيس أبدعه يراعُ معالي الشيخ عبد الله العلي النعيم، أمين مدينة الرياض السابق، بعنوان (بتوقيعي.. حكايات من بقايا السيرة)، وقد كَرَّس معاليه الكتاب للحديث تفصيلاً عن تجربته الثمينة في إدارة أمانة مدينة الرياض عبر عشرين عامًا بدأت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وقت أن كان -حفظه الله- أميرًا لمدينة الرياض.
كما تحدث الكتاب عن موضوعات أخرى ذات صلة، كقضية شركة الغاز الأهلية التي كادت تشرف على الأفول لولا عون الله ثم الجهود الموفقة التي بُذلت في ذلك الحين أسهمت في إنقاذ الشركة من الإفلاس.
***
* ويقع الكتاب في مائتين وأربع وخمسين صفحة من القطع المتوسط. وقد مَهَّدَ الشيخ النعيم للكتاب بالحديث عن بدايات حياته في مدينة عنيزة في منطقة القصيم، بدْءًا بميلاده في الخامس من شهر شعبان، عام 1350هـ.
* وفي سن الخامسة من عمره، التحق بمدرسة المرحوم عبدالعزيز الصالح الدامغ، ثم انتقل منها إلى مدرسة أسّسها ابن عنيزة الشهير، صالح بن ناصر الصالح فاستقر بها، وكانت هذه المدرسة أفضل تنظيمًا وأثرى تعليمًا.
***
* كان طموح الشيخ عبد الله النعيم آنئذٍ مُنصبًا على التعليم الجامعي، بنيّة الوصول إلى أعلى مستوياته. غير أن التحدِّيات التي واجهته في مطلع شبابه أبت أن تدع له الخيار، وكانت كبرى تحدّياته شركة الغاز الأهلية في الرياض، التي كانت آنئذ تصارع الفشل، فقَبل التحدّي، وعمل ليل نهار لإنقاذ الشركة من الفشل، وتجاوزت الشركة مرحلة الخطر!
***
* عُرف عن أبي علي النعيم علوَّ الهمة، وحماس العزيمة وسداد الرأي، وكانت هذه الخصَال بعد الله، زادَه وسلاحَه المعنوي.
***
* وقد أشار معاليه في كتابه آنف الذكر أن شركة الغاز الأهلية كانت تجابه عديدًا من الصعوبات والتحديات، كادت أن توصلها حدَّ العجز عن الوفاء بالتزاماتها.
***
* وفي مرحلة لاحقة، عرضت الشركة على الشيخ النعيم تكليفه بإدارتها، فاعتذر عن ذلك بحجة أنه كان ينوي السفر إلى خارج المملكة لإكمال مشوار تعليمه الجامعي. غير أن مجلس إدارة الشركة أبلغه أنه يحتاج إلى جهوده لمدة شهرين فقط لترميم أوضاع الشركة ووضعها في المسار الصحيح. فوافق النعيم على هذا العرض ظنًا منه أن المهمة التي كُلّف بها لن يستغرق إنجازها أكثر من شهرين!
***
وبعد..
فإن شخصًا في قامة وخبرة معالي الشيخ عبدالله النعيم، قد أهّلته لمعالجة كثير من المهام، وأكسبته مزيدًا من الجاه والنجاح!
* ومن يرصد سيرة معاليه قراءةً وتأملاً واستنتاجًا، وما خاضه من صعاب ومواقف عبر جبهاتٍ عمره الوظيفي، سيرقى به إلى صفوف الإعجاب، والتقدير له!
* قد أكسبه الكثير من الثقة والدعم في أداء عمله. ويأتي في مقدمة ذلك جهوده الموفقة في إنقاذ شركة الغاز الأهلية من الفشل، والوقوف على قدميها بثقة تحدّيًا وثقةً ونجاحًا!
***
وأخيرًا..
نسأل الله العلي القدير أن يحقّق طموح أُولي الأمر حكومةً وشعبًا في هذه البلاد الطاهرة وبلوغ ما يصبون إليه من رقيّ ورفعة لهذا البلد الأمين، في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أيده الله، وسمو ولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.
والحمد لله.. من قبل ومن بعد،