ذكريات إبراهيم العميري
يكمن في جوف كل منا كنزٌ عظيم، جوهرةٌ مختلفة، تميزك عن غيرك دون سواك ذكراً كنت أو أنثى، لذلك لا تكن نسخةٌ مكررة وكن أنت كما تريد وليس كما يريد منك الآخرون أن تكون.
كن أنت ولا تكن هم، عندما تكتشف ذاتك ستجد في جوفها الكثير كي تقدمه لهذا الوطن الغالي، ثم لأبنائك الذين هم أغلى ما تملك، ثم للجيل القادم الذي سيتبع المسيرة خلفك ويطورها، فضع بصمتك أينما تكون فأثرها سيبقى حتى وإن فارقت هذه الحياة، قدم كل ما لديك قبل الرحيل فالأثر الطيب سيبقى.
قد تفقد هويتك حينما تضع نفسك في زاوية مغلقة، فلا تكن كالدمية يحركها الآخرون كيفما يشاؤون فأنت شخص عظيم تملك الكثير من القدرات والمهارات والأساليب التي تميزك عن غيرك، أنت شخص عظيم حين تصنع يوماً مميزاً لزملائك في العمل يذكره الجميع فتلك هي بصمتك، أنتِ معلمة عظيمة حين تصنعين السعادة في تقديم العلم بطريقة مرنة ومحببة لطالباتكِ تجعل منهم يتقبلون المعلومة بحب ويقدمون لكِ الثناء والتقدير مقابل تلك المعلومات القيمة فتلك هي بصمتكِ.
أنت طبيب ماهر في إقناع مريضك في الدخول لطلب استشارة من الدكتور المناسب في العيادة نظراً لوضعه الصحي الذي أصبح منه في خوف وقلق فتلك هي بصمتك.
أنتِ أماً رائعة في تربية أبنائك وتعليمهم والإشراف على رؤيتهم في أفضل الجامعات وتخرجهم وقبولهم في الوظائف الملائمة بعد تعب السنين وسهر الليالي في طلب العلم فتلك هي بصمتك.
جميلةٌ هي الحياة حين نجد فيها أشخاصاً يعكسون النظرة التفاؤلية في أعماقنا، أناس حقيقيون يجسدون معنى السعادة دون صعوبة في أعيننا، أناس يضعون بصمتهم ويرحلون لأنهم أحبوا أن يكونوا كما أرادوا هم وليس كما أردنا نحن.
فكن أنت كما تريد أن تكون وليس كما يريد منك الآخرون أن تكون.