سعود عبدالعزيز الجنيدل
مما لا شك فيه أن جائحة فيروس كورونا - كوفيد - 19 قلبت العالم رأساً على عقب، وغيّرت مفاهيم كثيرة، إضافة إلى كشفها عوار بعض الأنظمة، وإظهار ما يعتريها من نقص.
المملكة العربية السعودية لم تكن في منأى ولا معزل عن هذه الجائحة، فمثلها مثل بقية دول العالم التي اجتاحتها هذه الجائحة التي كانت فعلاً اسماً على مسمى «جائحة كورونا»، إلا أنها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده - حفظهما الله- تصدت لهذه الجائحة ومبدؤها التي لم تحد عنه قيد أنملة «الإنسان أولاً»، وأي مصلحة أخرى مهما كانت في غاية الأهمية تأتي ثانياً، ولا يهم حجم الأضرار الاقتصادية... «فالإنسان أولاً».
ماذا يعني هذا الشعار «الإنسان أولاً»؟!
للجواب عن هذا السؤال سأذكر عدة مواقف اتخذتها حكومة المملكة:
- تسخير حكومة المملكة جميع القطاعات الحكومية والخاصة لخدمة «الإنسان» ودعم وزارة الصحة دعماً لا محدوداً لكي تحافظ على «صحة الإنسان»، فتشاهد جميع القطاعات كأنها بنيان مرصوص في وجه هذه الجائحة.
- دعمت الحكومة السعوديين الذين يعملون في القطاع الخاص، وتحملت رواتبهم عبر نظام «ساند» بنسبة 60%، وأعفت المنشآت من دفع اشتراكات التأمينات لجميع المشتركين المستفيدين من هذا التعويض.
- وكما هو متوقع من «مملكة الإنسانية» التي أغدقت على العالم أجمع بخيراتها، ألا تنسى أبناءها المبتعثين في مختلف دول العالم، الذين يعيشون في دول كشفت الجائحة نقص أنظمتها التي تتعامل مع الإنسان «على أنه آلة»، فجاء الأمر الملكي بتسهيل عودة جميع المبتعثين الراغبين في العودة إلى المملكة بتنسيق من وزارتي الخارجية والصحة، مع تحمل المملكة جميع التكاليف من سكن وإقامة وعلاج...
سأكتفي بذكر هذه الأمثلة، لكون المقال لا يسع لتعداد مواقف المملكة التي أبهرت العالم في تعاملها الإنساني...
واليوم المملكة تعيش يومها الوطني الـ90، وهي ترنو إلى المجد والعلياء بقيم إنسانية قلما تجد مثيلاً لها بين دول العالم قاطبة.
ختاماً أقول: المملكة لا تعد من الدول المتقدمة صناعياً مثل الدول العظمى، لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 لتجعلنا نلحق بالركب ونكون في المقدمة جنباً إلى جنب معها، ومع ذلك هي الأولى إنسانياً ولا ينافسها في ذلك أي دولة، وهذا ليس كلام مواطن سعودي يعشق الوطن وترابه من رأسه حتى أخمص قدميه، بل هو الواقع المعاش والحقيقة التي لا تغيب عنها الشمس، ولا يخالجها أدنى ريب ومن يشكك في ذلك فعليه النظر والتدبر والمقارنة بين مواقف العالم ومواقف المملكة مع هذه الجائحة التي كشفت عواركثير من الأنظمة، إلا أنها مع المملكة لم تستطع فعل ذلك، لكون المملكة تضع « الإنسان أولاً»...
كل عام ومملكة الإنسانية في عز وتطور وتمكين.. حفظكِ الله وقيادتك الرشيدة وشعبك الوفي.