د.عبدالعزيز الجار الله
أرقام كورونا كوفيد 19 بدأت بالتقارب، يوم الاثنين الماضي سجلت 607 حالة إصابة، وتجاوزت الإصابات 326 ألف إصابة مؤكدة، والتعافي أكثر من 303 آلاف متعافٍ ولله الحمد، هذا التقارب بالأعداد، والإعلان عن عودة الحياة والنشاط التجاري إلى سابق عهدها مع بداية العام الميلادي الجديد 2021، وفتح المطارات والمنافذ البرية والبحرية، لا يعني أن خطر كورونا والأوبئة الجائحة التي تجتاح العالم قد انتهت وبدأت بالزوال، الخطر باق وإصابة كورونا قاتلة تؤدي إلى الموت مباشرة، وهذا أكبر المخاطر على كبار السن أو من يحملون أمراضا مزمنة، فالعديد من الفيروسات تبقى شبه مستوطنة إذا كانت البيئة تساعد على استمرارها، كذلك العادات والتقاليد والسلوك الشخصي تساعد على تنامي وتعايش الفيروسات.
نحن في الشرق الأوسط وغرب آسيا سلوكنا الشخصي يتصف بالتقارب إلى درجة الالتصاق، عادات التصافح والتعانق، كما أن عادات الأكل المشترك، والجلسات الجماعية تساعد على الانتشار، ففي الفترة الماضية من يناير 2020 تحصلنا على مكاسب إجرائية جديدة عبر الاحترازات التي رافقت ظهور كورونا وهي مكاسب سلوكية يجب عدم التخلي عنها، خاصة وأن بلادنا يفد إليها موجات سنوية باستمرار:
- الأجانب فئة العمال وأصحاب الأعمال والتعاقد من جميع سكان العالم وبخاصة من الدول الآسيوية ذات الكثافة السكانية العالية التي يتصف بعضها بسلوك التلاصق الشديد في الأجساد والتقارب في الحياة العامة في المنازل والشوارع والمرافق وأماكن الأعمال.
- الأمر الآخر موجات الحج والعمرة، تردد الوفود على مدار العام على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتعدادهم السنوي يصل إلى الملايين.
لذا يتطلب التمسك بالاحترازات التي فرضتها الأزمة والإبقاء على التباعد وعدم الهرولة السريعة إلى التقارب والعودة إلى ماقبل كورونا ديسمبر 2019، خاصة في قطاعات التعليم العام والجامعات والوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات، العودة الكاملة مع التقيد بالاحترازات كما في سلوك مرحلة كورونا وعدم التهاون في تطبيق المحاذير.