خالد محمد الدوس
تهتم العلوم الاجتماعية بدراسة السلوك الإنساني والذي يشمل جوانبه الاجتماعية والثقافية وتضم العديد من العلوم الإنسانية مثل علم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية والاقتصاد والسياسة والتاريخ والجغرافيا الاجتماعية والاقتصادية.
وتعود العلوم الاجتماعية إلى الأصول الإغريقية واليونانية القديمة وتشكل تراثاً قوياً في تاريخ الفكر الاجتماعي بسبب استفسارهم العقلانية عن الطبيعة البشرية والأخلاق ولذلك فإن علاقة العلوم الاجتماعية بالمجتمع الإنساني علاقة تفاعلية باعتبارها تؤثر على بنائه ومستقبله من خلال تمويل البحوث والدراسات العلمية والآثار التي تترتب على الموضوعية العلمية.
ولقد اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء العلوم الاجتماعية ومنها علم الانثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية.. ومن الخبراء في هذا المجال الدكتور عبدالله بن عازب الأحمري عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ممن أثروا هذا المجال التطبيقي بالأبحاث الرصينة والمنجزات العلمية.
نال د. عبدالله الأحمري شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1404هـ، ثم شد الرحال مبتعثاً لدراسة الماجستير في أعرق الجامعات الأمريكية (جامعة جنوب المسيسيبي) في تخصص دقيق (الانثروبولوجيا الثقافية). ثم تلا ذلك حصوله على شهادة الدكتوراه في الانثروبولوجيا الثقافية وكانت الرسالة بعنوان: (الخصوصية الثقافية في التنمية لدول العالم الثالث) من الجامعة الأمريكية (تنيسي الحكومية -ناكسفيل تنيسي-) كانت مجالات اهتمامه العلمي (الثقافة والهوية والتغيير الاجتماعي، والعولمة الثقافية وحماية الثقافة المحلية من آثار التحديات العولمية، والإنسان والبيئة والدين، والتقاليد والعادات والنظم الاجتماعية، والأنماط السلوكية المختلفة للجماعات، وسياسات الاقتصاد، والفقر في دول العالم الثالث، وفي التنمية والتخطيط والإدارة)، أما في مجال الخبرات العلمية فقد عيّن رئيساً لقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام، وكيل عمادة شئون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود، مستشار في وزارة التعليم العالي (الإدارة العامة للتعليم الأهلي)، ممثل الجامعة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي «بوابة جسر للتعاون الثقافي والعلمي بين مؤسسات التعليم العالي لمجلس التعاون الخليجي».
كما رأس ممثلية جمعية الهلال الأحمر السعودي في روسيا الاتحادية بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي وهيئة الأمم المتحدة، كخبير في الهجرات القسرية، عضو في المجلس الشورى للمركز الإسلامي في مدينة ناكسفيل تنيسي، عضو في جمعية Lambada Alpha الانثروبولوجية، وغيرها من الخبرات العملية في المجالات الأكاديمية والتطوعية والبحثية والتطويرية والتنموية، كما حضر الخبير في الانثروبوجيا الثقافية بمجالاتها العلمية ومنطلقاتها المهنية العديد من الدورات والندوات والمؤتمرات وورش العمل في المجالات الاجتماعية والتنموية والتغيير الاجتماعي والثقافي والتقنية. وعندما تتجه بوصلة إنتاجه البحثي فقد كانت السنوات التي قضاها الدكتور عبدالله الأحمري في رحاب الجامعة الرائدة (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) كانت عامرة بالمنجزات البحثية والمعطيات العلمية الثرية في مجال الأنشطة البحثية المنشورة، على سبيل المثال لا الحصر: بحث بعنوان: (الثقافات المهاجرة ومشكلات التهميش في ضوء الاقتصاد السياسي العالمي)، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية العدد الخامس والعشرون، ج1، جامعة حلوان أكتوبر 2008م، بحث بعنوان: (الانتماء العرقي بين جماعات المهجر دراسة تحليلية)، مجلة ثقافات جامعة البحرين مارس 2009 العدد 22، بحث بعنوان: (العمالة اليمنية الوافدة في المجتمع السعودي دراسة تطبيقية في مدينة الرياض)، مجلة القاهرة للخدمة الاجتماعية 2011م، بحث بعنوان: (التغيرات الاجتماعية والثقافية على الأسرة الريفية بين جيلين: دراسة انثروبولوجية عمادة البحث العلمي) بحث بعنوان: (التفاعلات الاجتماعية والسلوكية في العلوم الإنسانية -دراسة تحليلية)، بحث بعنوان: (العمالة الوافدة غير الماهرة والآثار الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والثقافية -دراسة انثروبولوجية)، عمادة البحث العلمي، بحث بعنوان: (العبارات العنصرية في بناء علاقات غير متزنة مع العمالة الأجنبية في مدينة الرياض -دراسة نوعية- (في التحكيم والتنفيذ)، وغيرها من البحوث والدراسات وأوراق العمل التي شارك فيها، وأمام هذه المكتسبات العلمية والعطاءات البحثية، إلى جانب اعتكافه على تأليف كتب سترى النور قريباً ومنها: علم التاريخ وعلم الإنسان العلاقات الفكرية عبر التاريخ الإنساني، وأيضاً المدرسة العربية لعلم الإنسان (الانثروبولوجية) وارتباطها بمدارس علم الإنسان العالمية، المنطلقات الفكريوالمعرفية للنظريات الاجتماعية في التخصصات الإنسانية - مقاربات انثروبولوجية. وبالتالي تعكس هذه الاتجاهات العلمية في علم الانثروبوجيا الثقافية والاجتماعية أهمية هذا التخصص الدقيق الذي يدرس الإنسان من حيث هو عضو في مجتمع له ثقافة معيّنة. ويمارس سلوكاً يتوافق مع سلوك الأفراد في المجتمع (الجماعة) المحيط به، يتحلّى بقيمه وعاداته ويدين بنظامه ويتحدّث بلغة قومه. يهدف هذا الميدان الخصيب إلى فهم الظاهرة الثقافية وتحديد عناصرها.
كما تهدف إلى دراسة عمليات التغيير الثقافي والتمازج الثقافي في إطاره الاجتماعي، وتحديد الخصائص المتشابهة بين الثقافات، وتفسّر بالتالي المراحل التطوّرية لثقافة معيّنة في مجتمع معيّن. خاصة مع التحولات الثقافية والتغيير الاجتماعي، والتحديات الاقتصادية التي يشهدها عالمنا اليوم في خضم الانفجار التقني، والانفتاح الثقافي، والتقدم التكنولوجي والصناعي وتأثيرها على البناء الاجتماعي.. وعلى الهوية الثقافية والنسق القيمي في المجتمع الإنساني المعاصر.