زكية إبراهيم الحجي
من يتابع أخبار»الدويلة الصغيرة»قطر وهي تتحدث عن نجاحاتها المزعومة في تنمية اقتصادها يعتقد أنها تشير إلى مصانع..ومعامل متنوعة الإنتاج من مركبات وطائرات وغيرها وكأنها تتحدث عن تطور اقتصاد لا يعتمد على بيع الغاز فقط بل إلى تطور آخر متنوع الإنتاج مستديم الموارد..ترويج لوهم النجاح ورسم صورة وردية زاهية للشعب القطري الذي يعاني من نظام حَوّلَ بلدهم إلى مستعمرة لمرتزقة تركيا وجماعة الإخوان، وبات الشعب القطري يعيش كغريب في وطنه بعد أن فتح»تميم»خزائن دويلته الصغيرة للمجرم العثماني أردوغان وميليشياته فانتشروا في أرض قطر وعبثوا بمقدرات الشعب ونهبوا أمواله..هذا عدا ما يقوم به تميم ونظامه من تمويل ودعم للجماعات الارهابية والأنظمة المتطرفة وجماعة الإخوان وإيواء لعناصرها وما من عملية إرهابية تحدث في أي دولة إلا ويتصدر اسم قطر مسرح العمليات الارهابية، وبالتالي تضاف دلائل جديدة لرصيدها الداعم للإرهاب منذ أن توطدت العلاقات القطرية التركية خاصة بعد أحداث الربيع العربي وبعد ما فتح تميم بوابة دويلته أمام الطاغية المجرم أردوغان، وسمح له بإقامة قاعدة عسكرية في الدوحة تحول النظام القطري إلى بنك ممول لكل خطط وتحركات أردوغان في المنطقة العربية..فمن سوريا إلى ليبيا..ومن العراق إلى الصومال وحتى اليمن.
العقل السياسي للسلطة القطرية عقل فاقد لكل ما يمت إلى العقلية السياسية..وظيفته فقط التبعية والإذعان لسلطة الآخرين كما هو حاصل الآن من تبعية تميم لأردوغان والخضوع له متوهماً أنه سيوفر له حماية من أي اعتداء مقابل الهبات المالية والمليارات المسلوبة من بنوك الدوحة التي هي حق مشروع للشعب القطري يمنحها للمستبد أردوغان ظناً منهما بأن المال ودعم الإرهاب هما سبيلهما للارتقاء والتسيد.
سياسة أردوغان العدوانية وطموحاته التوسعية في المنطقة العربية جعلته دائم التوجه إلى الداعم الأول له في سياساته الإرهابية تميم قطر يزوده بمبالغ ضخمة من الأموال لتمويل الصراعات والحروب والحفاظ على زخم العمليات العسكرية في ليبيا وسوريا والعراق..لقد عمل أردوغان ذو الأهداف التوسعية على اختراق مركز القرار القطري والسيطرة عليه..والأهم السيطرة على أموال الشعب القطري وتحويل مسارها لدعم وخدمة أجنداته ومخططاته بالإضافة إلى دعم فروع جماعة الإخوان الذين اتخذوا من اسطنبول مقراً لهم..لم يقتصر الأمر على ذلك بل نقلت آلتها وأذرعها الإعلامية التابعة للإخوان المسلمين بهدف حشد دعم أتباعها والمتعاطفين معها.
ارتماء تميم قطر في أحضان العلج التركي أشار إليه بكل وضوح الكاتب الفرنسي ايمانويل زرافي في كتابه «قطر والحقائق المحظورة ففي بعض ما كشف عنه في كتابه قوله:إن القاسم المشترك بين النظام التركي والنظام القطري يكمن في دعمهما لتنظيم الإخوان الارهابي مادياً وإعلامياً إلى جانب حرب النفوذ تشنها تركيا وقطر في المنطقة بزعم قيادة العالم الإسلامي..وأن الصفقات التي تُعقد بين الطرفين مبنية على دعم قطري لنظام أردوغان مادياً مقابل تقديم حماية تركية للإمارة الصغيرة..فهل ترجو خيرا من أردوغان يا تميم قطر عندما يأتي اليوم الذي تجد فيه غاز منطادك قد تبخر.