أثبتت تجارب ست خاضتها السعودية، قوة صبرها وعزيمة أبناء الجزيرة العربية، وقدرتهم الكبيرة على استيعاب التعامل مع الأزمات المختلفة خاصة الاقتصادية منها جراء أوبئة أو أمراض ما، بل وأثبتت للعالم أنهم رجال في ثوب «إنسانية تواجه التحديات»، على مدى قرون مضت، برز معدنهم فيها عبر آخر خطب وهو «كورونا الجديد» الذي ضرب وهدد العالم وأهار اقتصاديات كانت تعتقد أنها في مأمن.
فكانت كورونا.. عيناً من الأزمة إلى فرصة نجاة، أثبتت القيادة وحكومتها تعاملاً فعالاً ومبدعاً عبر القدرات والكفاءات (خط الدفاع الأول) كما أسماهم الإعلامي إبراهيم جلال فضلون في مقالاته، وتناقصت الحالات بشكل ملحوظ، بين لنا مقدرة تعامل المستشفيات الطرفية وقوتها واكتسابها الخبرات من التجارب الإنسانية، واستحداث العيادات الافتراضية عبر الأنظمة التقنية الحديثة كخطة بديلة في حال الأزمات دون تأثر، يجعلنا نُفكر في هيكلة تلك العيادات الخارجية والتقليل سفر ومخاطر الطريق على المرضى، وزحام المواعيد وغير ذلك.. إضافة لاستمرارية سياسة التدريب كضرورة ملحة.
عام 1423هـ اشترطت المملكة على جميع الحجاج القادمين إليها أخذ لقاح الحمى الشوكية، سواء من الداخل أو الخارج، وفي عام 1436هـ باتت وزارة الصحة تطلب من عيادات البعثات التواصل مباشرة معها عند وجود عدوى بين أفراد البعثة أو حالات اشتباه، مع توجيه الحجاج، سبقها عام 1435هـ تدريب منسوبي الصحة العاملين في الحج بمكافحة العدوى، إضافة لتدريب عام 2014 أكثر من 40 ألفاً منسوب بالوزارة، وتأسيس وحدات متخصصة تحت مركز تحكم لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لنجد عام 1434هـ إنشاء الوزارة أقسام عزل داخل المستشفيات كأسلوب وقاية للحد، لكن عام 1441هـ كان مختلفاً فعلقت المملكة دخول المعتمرين والزوار للمملكة مؤقتا مع انتشار (COVID19)، مع تطبيق المعايير الدولية المعتمدة.
لذا علينا أن نستفيد من هذه التجربة في اكتشاف الأمراض المزمنة، وتنويع وتشجيع وغرس ثقافة البحث العلمي، وأن نظل كما عاهدنا الله والوطن أن نحقق أهدافنا الإنسانية، ليكون لدينا قامات قادرة على التنبؤ بمستقبل صحي مواكب لرؤية 2030 ومتطلبات العصر بفضل الله ودعم ولاة الأمر ممثلاً في وزارة الصحة.