في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التعليم اعتماد نظام (التعليم عن بُعد) مع بداية العام الدراسي الجديد (1442هـ) لطلاب وطالبات التعليم العام والتعليم الجامعي، بحيث يكون التعليم للمقررات النظرية عن بُعد، مع تقييم التعليم الفني (حضورياً) للمقررات العلمية والعملية، ومن ثمّ يتم إعادة تقييم الوضع عقب مضي (7 أسابيع)، بعد أن أكدت وزارة التعليم أهمية الشراكة والتنسيق مع وزارة الصحة لتقييم الوضع كإجراء احترازي في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
فوجئ في هذه الفترة الحرجة ورغم الظروف الاستثنائية بعض أهالي ذوي الإعاقة الخاصة بقرار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بعودة الدراسة لمراكز الرعاية النهارية التي تختص برعاية وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة القابلين للتأهيل والتدريب. حيث نصت لائحة آلية العمل في المراكز أثناء الجائحة، والتي يجب تطبيقها للعام الحالي (1442هـ) في بنودها على عودة الدراسة لذوي الإعاقة (حضورياً) دوام كامل مع تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة المتعلقة بجائحة كورونا، بحيث يتم تقسيم المستفيدين على فترتين الصباحية من 7 صباحاً وحتى 11 ظهراً، والمسائية من 4 مساء وحتى 7 مساء.
ويقسم الطلاب إلى نصفين يحضر النصف الأول في يومي الأحد والاثنين، والنصف الثاني يحضرون الأربعاء والخميس، ويخصص يوم الثلاثاء لتعقيم المركز، وتكون الدراسة عن بُعد الثلاثة أيام المتبقية.
إذا كان الطلاب (الأصحاء) لم يعودوا لمقاعد الدراسة (حضورياً)، ويدرسون عن بُعد، في ظل الأزمة العالمية لجائحة كورونا فكيف يتم إلزام الطلاب من ذوي الإعاقة بالعودة لمقاعد الدراسة حضورياً..؟! وإلزامهم يأتي على اعتبار أن الوزارة تتكفل بدفع الرسوم للطلاب، وفي حال عدم حضور الطلاب يتم إلزام ولي أمر الطالب بدفع الرسوم لمدة عام دراسي كامل.
حقيقة ينبغي إعادة دراسة هذا القرار دراسة شاملة وعميقة, والتنسيق مع وزارة الصحة كما فعلت وزارة التعليم، على أن يتم الأخذ في الاعتبار نوع الإعاقة سمعية، أو بصرية، أو حركية، أو إعاقات العقلية ومدى إدراك الأشخاص ذوي الإعاقة للالتزام بتطبيق الإجراءات الوقائية من لبس الكمامات وغسل اليدين، وتحقيق التباعد ونحوها.
ومن المهم أن يؤخذ في الاعتبار الحالة الصحية لذوي الإعاقة، على سبيل المثال لا الحصر نقص المناعة، والمشاكل التنفسية، وأمراض القلب وأمراض الدم وغيرها من الأمراض التي تعرضهم لخطر العدوى!!
من هنا يلزم تقدير حالتهم الصحية والجسدية، وإيصال صوتهم، ومساواة ذوي الإعاقة بطلاب التعليم العام، وتكون دراستهم عن بُعد خلال الفترة الحالية مراعاة لظروفهم، ويمكن أن يقتصر حضور الطلاب للخدمات المقدمة من الوزارة والمحدد لكل طالب مثل (جلسات التخاطب، أو العلاج الوظيفي، أو العلاج الطبيعي)، يحضر الطالب مرة في الأسبوع مع مرافق للجلسة التي لا تتجاوز 45 مدتها دقيقة فقط، ويتم الانصراف بعد انتهاء الجلسة مباشرة، ويستكمل الطلاب ثلاثة أيام للدراسة عن بُعد.
كلنا ثقة من أن معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية سيتفاعل (كعادته) مع كل هموم وشئون أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة.. والتوجيه بدراسة مثل هذه القرارات التي تمس صحة وسلامة فئة غالية وعزيزة علينا جميعاً، هم أبناء وطننا الغالي من فئة (ذوي الاحتياجات الخاصة) حيث شاهدنا كثيراً من الحالات أصبحوا أعضاء فاعلين ومعاول بناء في المجتمع.