مها محمد الشريف
وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قال: «قطر تلعب دوراً مهما في الاستقرار وتخفيض التوتر في سوريا ولبنان»، لم نعد نر إلا تناقضات واضحة للعيان فكيف يقول بومبيو هذا الكلام عن قطر وهي تدعم حزب الله. بينما أمريكا تصنفه بأنه حزب إرهابي؟.
لكن انظر للتجليات الجدلية اليوم من عمق الآثار المدمرة للإرث الإرهابي القطري الذي ورثه للأمة، والتكتيكات المؤثرة من أعدائنا والمعوقة لاستقرار دول المنطقة التي تزداد خيانة وشراسة، وحتى الآن، كل ما يدور حولنا تغذية للصراعات وإمدادات للمليشيات والأحزاب الإرهابية بأموال طائلة من قطر بغطاء دولي، والمفارقة العجيبة أن عدة دول أوروبية تكشف وتشهر وتنشر عن «نظام الحمدين» الذي مول شبكة شحنات الأسلحة من أوروبا إلى حزب الله من خلال استخدام شحنات الذهب عبر إفريقيا. وفضحوا تحركات قطر، مؤكدين أنها لم تقتصر على دعم الهجمات الإرهابية وتمويل مشترياتها من الأسلحة فقط. بل تسبب دعمها هذا بإرسال حزب الله مقاتلين من صفوفه إلى سورية للدفاع عن نظام الأسد.
الأمر الذي يتطلب الإتيان بمزيد من التقارير والأدلة من جميع أنحاء العالم لإدانة هذا النظام المارق، فقد نشر مركز الأبحاث ومقره النمسا، عن مسؤولين قطريين رفيعي المستوى نسقوا المدفوعات وقدموا الحماية لممولي حزب الله في الدوحة، وتم جمع التبرعات من قبل الجمعيات الخيرية في الدوحة، بعلم المسؤولين الحكوميين المؤثرين، وكشف أن الجمعيات الخيرية القطرية قدمت 500 مليون دولار إلى حزب الله عام 2020م.
عليَ أن أذكر جميع الدعوات المنشورة أخيراً في الصحف ووكالات الأنباء، ومنها أيضاً صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، التي أخبرت عن تنسيق وعلاقة بين «حزب الله» ومنظمة عسكرية أوروبية محظورة، وذكرت في تقريرها أن الاستخبارات البريطانية توصلت بعد تحديث تقييمي، إلى أن تحالفاً ربما نشأ بين «حزب الله» ومنظمة «الجيش الأيرلندي الجمهوري الجديد» وبموجبه يمد الحزب نظيره الأيرلندي بالمال والسلاح.
لذا فإننا حين نتحدث عن هذه الشواهد والدلائل، علينا أن نسأل أنفسنا: عن أي دويلة نتحدث؟ هل هي داخل العالم والقوانين أم خارج حدود المساحة والعقل، هل نتحدث عن العناصر الممولة لأولئك الشراذم من المجرمين، أم أن هناك راعياً رسميا ودوليا لهذه الأعمال الإرهابية، فالقائمة تطول وكل يوم نقرأ ونشاهد مزيدا من الأدلة والتقارير حتى تعترف الجهات المسؤولة بأن ثقافة المهيمن الغارقة في الفوضى العارمة لن تستمر.
وعبر وسائل الإعلام العربية والعالمية استمر نشر مسلسل الفضائح ضد نظام الحمدين حيث أفادت تقارير سابقة للصحافة الألمانية أن عميلاً سابقاً بالاستخبارات الألمانية، تلقى عرضًا بمبلغ إجمالي قدره 750 ألف يورو للتعتيم وإخفاء المعلومات التي تم جمعها حول دعم قطر للإرهاب وتمويل حزب الله ودفع أموالا طائلة للواشي والجاسوس والمتستر.
والأهم في ذلك أن العشرة أعوام الأخيرة، أجبرت الظروف المحيطة الدول العربية على التأزم، احتُلّ الناس عسكرياً وأُخضعوا سياسياً، وحُطمت القاعدة السياسية والاقتصادية لثقافتهم وشوهت مجتمعاتهم وسُلبت مقدرات بلدانهم، وأصبحت الأشياء تتهاوى بفعل أموال قطر في سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان - الأموال التي أفسدت الذمم-، للأسف حقل غاز ضخم كان السبب في توريط قطر لتقع في شر أعمالها بعدما تكشفت كل الصور الضبابية عن المؤامرات الدنيئة من نظامها.
لا شك أن قطر أداة في مشروع أمريكا لنشر الفوضى بالمنطقة وهي جهاز الصراف الذي تدفع من خلاله لنشر هذه الفوضى بدعم المليشيات والتنظيمات الإرهابية ويبدو أن ورقة التوت سقطت عن هذا التفاهم الأمريكي القطري مع تركيا وإيران لزعزعة استقرار المنطقة عبر الخونة ممن ينتمون للعروبة اسما كأمثال حزب الشيطان اللبناني والإخوان المجرمين.