عثمان بن حمد أباالخيل
نسبة مئوية لا بأس بها من الزوجات يبحثن عن هفوات أزواجهن عن طريق الميكروسكوب رباعي الأبعاد. تصرف يوحي بعدم المسؤولية، وفوضى عدم المبالاة، وتطبيق لنصائح من زوجات فاشلات في حياتهن الزوجية. الزوجة التي تسلك هذا الطريق لا تعرف مبدأ التغاضي والتعايش والتسامح.. فالحياة الزوجية السعيدة لا تقوم على تتبُّع الهفوات وخلق مشكلة من العدم. إنها مشكلة ضعيفة كبيت العنكبوت. الزوج بطبعه يتغافل ويتسامح عن هفوات زوجته؛ إذ إن غالبية الأزواج لا يحبون الشجار والثرثرة التي تزيد الطين بلة. لكي تستقيم الحياة الزوجية على الزوجة أن تكون حليمة متفتحة، تتجاوز عن هفوات زوجها. فهذه الهفوات تشبه سحابة الصيف في بلادنا التي لا تمطر، فكيف إذا عاشت الزوجة سُحب خط الاستواء وأمطاره وبرقه ورعده.
همسة في أذن الزوجة التي تبحث عن هفوات زوجها: اعلمي أن هذا العمل طريق سريع لهدم الحياة الزوجية، ودليل على عدم الثقة بالنفس، ومدعاة لتصبحي على ألسنة مَن حولك.
التواصل العاطفي وتعزيزه من قِبل الزوج يجعل الزوجة تكف عن ملاحقة هفوات زوجها؛ فالرباط العاطفي حبل متين، يشكل ركنًا أساسيًّا في الحياة الزوجية، ومصدرًا للاستقرار، ويبعث روح الحياة الغناء المشرقة. هل التربية والبيئة التي كانت تعيش فيها الزوجة لها تأثير على تتبُّع الهفوات؟ لا يمكن تجاهل البيئة (البيت)؛ فهي مصدر سلوك الإنسان؛ وتأثيرها قوي على مستقبله ووضعه النفسي، وكيف كان والدها يتعامل ويعامِل أمها. الحياة الزوجية قائمة على المحبة والألفة؛ قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
إلى متى تقوم الزوجة بتتبُّع هفوات زوجها؟ على الزوجة الإجابة بكل واقعية، ومعرفة تبعات هذه العادة المقيتة القاتلة، والسوسة التي تنخر جدار الحب والحياة الزوجية.
هناك بعض الدول طوّرت برامج هدفها الألفة بين الزوجين، وعدم التنافر، وتطوير مفهوم الحياة الزوجية المستقرة، والحث على المشاركة في هذه البرامج لحديثي الزواج.
إنّ نِسب الطلاق في مملكتنا الحبيبة مرتفعة، ومرتفعة جدًّا. ومن أسباب الطلاق في السنة الأولى من الزواج بحث الأزواج عن هفوات بعضهم، وعدم التناغم.
إن التسامح بين الزوجين، والتغاضي، طريق يؤدي للاستقرار العاطفي واستقرار الحياة الزوجية.
في الختام، تتبُّع الزوجة هفوات زوجها يجعل الهفوة تكبر وتكبر، مثل كرة الثلج التي تتكسر وتصطدم بكل شيء في طريقها.. وهو مدعاة لتدخُّل الآخرين، وشرخ جدار سرية الحياة الزوجية الذي يؤدي إلى عواصف وأمواج عاتية.. وسماع نصائح ومواعظ من أشخاص لا يهمهم الإصلاح، بل التفرج كما يتجمهر الناس دون فائدة عند الحوادث المرورية.
لا تبحثي عزيزتي الزوجة عن هفوات زوجك، وحوّلي حياتك إلى حياة زوجية سعيدة؛ لتنعمي ويستقر حالك، وتبتعد عنك الأحلام المخيفة والمواقف المحرجة، ويلين قلبك على زوجك.. ولا تقارني حياتك الزوجية بالآخرين؛ لذلك تعلمي أن تقدِّري ما لديك، ولا تنظري إلى ما في يد غيرك؛ لأن العلاقة الزوجية هي كينونة ذات قواعد ثابتة فلا تتعمقي وتهدميها. كوني زوجة صالحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. قال صلى الله عليه وسلم: «لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجدَ لزوجها...». مَن منا لا يخطئ؟! فلا تبحثي في تفاصيل حياة زوجك عن الأخطاء، وتغضبي نفسك، وتدمري حياتك، وتكوني حديث المجتمع الذي تعيشين فيه.
همسة في أذن الزوجة: لا تتنمري على زوجك، ولا تكوني حملاً مسالمًا، وكوني مخلصة، تخافين الله، مدبِّرة مرنة.. لا تكذبي ولا تفشي الأسرار، وكوني لبقة، وكوني مثقفة..
أثقلتُ عليك لكنك ستعيشين في بيت تحيطه السكينة من كل مكان.