د.عبدالعزيز الجار الله
مرّت على العرب سنوات قاسية وغامضة عام 2010 تحت عاصفة وثورات الربيع العربي، والتي بدأت من الشمال الأفريقي في تونس ومصر وليبيا، وفِي بلاد الشام سورية، والجزيرة العربية اليمن، وهددت معظم البلاد العربية بالثورات والتقسيم والحروب الأهلية، ساندت الثورات تحت غطاء الديمقراطية حكومة أوباما الأمريكية ومعظم الاتحاد الأوروبي.
هذا الربيع لم يكتب له الاستمرار لتحرك الدول العربية في إيقافه بعد أن تبين أن أهدافه هو تفكيك وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة وهو طموح قديم لخصوم العرب، لأن المنطقة العربية، والتي تسمى بآسيا العرب معظم سكانها من العرب المسلمين باستثناء بعض الأقليات العرقية والدينية والمذهبية، وأخيرا إسرائيل الذي ما زال النزاع مستمراً على الأراضي وحدود الدولة الفلسطينية، فهذا البناء العربي والإسلامي الكبير كان يزعج أوروبا والدول الكبرى، والتي لا يسعدها أن تكون آسيا العربية موحدة بدول قوية وكثافة سكانية مترابطة بالعروبة والإسلام، تملك النفط والغاز والمنافذ البحرية والجيوش والتسليح الحديث.
ورغم ما سببه الربيع العربي من ثورات وحروب ودمار واسع في سورية وليبيا واليمن، مما قاد الدول العظمى مثل روسيا وأمريكا وفرنسا للتدخل والمشاركة بالحروب، إلا كشف أخطر الدول على العرب هي: إيران وتركيا وقطر. هذه الدول الثلاث كانت تدعي كذباً أنها دول حليفة، وجارة، وصديقة، وهناك مشاركات تاريخية وجغرافية على الأقل يجمعنا غرب آسيا والدولة الإسلامية، لنكتشف سياسياً وشعبياً أن الدول الثلاث (إيران وتركيا وقطر) هي أخطر الدول على المنطقة العربية، تحمل كل الكراهية والبغيضة للعرب، وأنهم أعداء لنا منذ أزمنة تاريخية بعيدة.
كشف الربيع العربي حجم العداء المتأصل في هذه الشعوب، وأن الطبقة السياسية تحمل أحقاداً دفينة ضد العرب، وتعمل على تمزيقنا وإعطاء السيادة والزعامة للأقليات، وجعلها في الواجهة الأمامية.