أوصاف الفارس
نمر في حياتنا بمرحلة نكون فيها بحاجة لصديق، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يستطيع أن يحيا بمفرده، ولأننا نكون بأمس الحاجة لوجوده تغيب عن بصيرتنا أمور مهمة يجب أن تتواجد في ذلك الصديق.
الصداقة شيء غالي الثمن، وهي من أسمى العلاقات الإنسانية على وجه الكرة الأرضية، فقد تنشأ بين الأصدقاء علاقة قوية أشبه بعلاقة الأخ بأخيه بل وأشد قوة، في وقوفهم إلى جانب بعضهم بعضا، وخوفهم على بعض والكثير من الأمور التي تجعل منها علاقة قوية، فالكثير من الأشياء والأمور لا تستطيع البوح بها لأخ، لكنك تستطيع قولها لصديق مخلص، حتى تستطيع إخباره بأهم الأمور التي تشغلك وتزعجك حتى عن نفسك يقول بنيامين فرانكلين: «الصديق هو من تخبره عن أخطائك قبل أن تعترف بها لنفسك» فتنشأ بين الأصدقاء علاقة وطيدة تكللها الثقة والمودة.
من خلال المواقف التي تحدث لك في حياتك تستطيع التمييز بين الصديق الحقيقي والصديق المزيف، تجمعك الحياة بالكثير من الأشخاص وتصادف في حياتك الكثيرين، ولكن ليس كل من حولك تستطيع تسميتهم بالأصدقاء فهذا اللقب لا يطلق على أي أحد تعرفه فكلمة صديق أسمى من ذلك.
عندما تكون بأمس الحاجة لشيء ما وفي ضيق التفت حولك هل تجد أحدا؟
عندما يختفي من حولك عندما تكون بأمس الحاجة لهم، أما عندما يحتاجون هم أمر ما تجدهم بجانبك هؤلاء هم الأصدقاء المزيفون ابتعد عنهم.
أتى عيد مولدك، تخرجك، زواجك، أي مناسبة مهمة لديك، تفقد هاتفك؟
الصديق الحقيقي لن يستطيع تفويت أي مناسبة من هذه المناسبات الهامة في حياتك أبداً، بل سيعمل بكل جهده لترتيبها وإخراجها في أبهى صورة وكأنها له، فإن لم تجد فيه ذلك فهذا ليس صديقا.
تبحث عن شغفك وميولك؟ تحاول تنمية مهاراتك؟ هل تجد أحدا بجانبك يشجعك على ذلك؟
ارجع بذاكرتك إلى الوراء، تذكر في كل مرة حاولت فيها إخبار صديقك عن هدف تود الوصول إليه إن كانت ردة فعله هي إحباطك بدون سبب مقنع، وإحباط عزيمتك وبث الخوف والذعر من الإقدام على أي خطوة في سبيل نجاحك فتأكد أنه يغار منك ولا يريد رؤيتك أعلى منه وهذا أيضاً صديق مزيف.
الكثير من الأمور التي من السهل جداً أن تكشف لك حقيقة الأشخاص من حولك، حقيقتهم من زيفهم، هل حفظ سراً أم أفشاه وتحجج بأسباب واهية عندما اكتشفت ذلك، صديقك الحقيقي لن يفشي سراً ائتمنته عليه لأي سبب كان فهو عونك وسندك وحافظ أسرارك.
صديق واحد حقيقي خير لك من ألف صديق مزيف، ابحث عن ذلك بين قائمة أصدقائك وألغ البقية من حياتك ولا تجعل لهم في كونك مكانا أبداً، حتى ولو كنت تعرفهم منذ زمن، فالصداقة الحقيقية ليست بعدد السنوات بل بعدد المواقف، وكما قال جبران خليل جبران «الصديق المزيف كالظل يمشي ورائي عندما أكون في الشمس، ويختفي عندما أكون في الظلام».