د. صالح بكر الطيار
قد يجهل الكثير الأدوار العميقة والتفصيلية التي يقوم بها المحامون وما يواجهونه من صعوبات في ظل وجود تساؤلات تثير الدهشة والاستغراب من قبل العملاء عن ارتفاع أتعاب المحامين، في ظل عدم معرفة بالتحديات الكبيرة التي يواجهها المحامي في الجلسات وفي دراسة القضية، وفي مواجهة الصعاب حتى يصل إلى حكم بعد مرافعات تأخذ الكثير من الوقت والجهد في سبيل إنهاء القضية، ومن خلال دراسات تفاصيل القضايا ومعرفة مجال التقاضي والإشكاليات المتعلقة بالقضية مع الجهد المكثف الذي يبذله المحامي في متابعة القضية والتي تستلزم تواصل المحامي مع الجهات المختلفة في أبعاد القضية ومرور الوقت الطويل في سبيل إنهاء متطلبات القضية مع المتاعب الكبيرة التي يواجهها المحامي في الجهد الذهني مع تواصل الاتصالات ومراجعة العديد من الأنظمة في وقت متواصل مع ما يمضيه المحامي من ربط بين حيثيات القضية والمفاوضات التي يقوم بها.
ويغفل كثير من العملاء عن الجلسات الطويلة التي يمضيها المحامي في إنهاء القضية واستعجال العديد منهم للمحامي، وهم لا يعلمون تداعيات القضايا وتأخر البت فيها من جهة والصعوبات والتعقيدات الدقيقة التي يلاقيها المحامي في القضايا حتى أن بعض القضايا تأخذ في أروقة المحاكم سنين.
المحامون يقومون بجهد جبار جدًا ويؤدون أدوارًا فاعلة في مساعدة المجتمع وفي نفع الناس، ولكن هنالك عوائق تتعلق بأتعابهم من خلال تأخر العملاء في دفع مستحقاتهم وأيضًا وجود مشكلات عدة في تأخر القضايا، إضافة إلى الضغط الذي يواجهونه من خلال عدم فهم العملاء لدور المحامي وعدم تفهم الكثير من الجهات لمجهوداتهم. لذا فإني وزملائي في هذه المهنة العظيمة نتوجه إلى رئيس هيئة المحامين السعوديين معالي وزير العدل بأهمية حماية المحامين من كل هذه السلبيات، وإيجاد حلول لوقف كل العوائق التي تعترض هذه المهنة مع أهمية تثقيف المجتمع وتوعيته بهذه المهنة ودور العاملين بها في خدمة الوطن، وفي تقديم كل العون في مسائل القانون بشتى أبعاده، وأنهم القوة الداعمة لاستعادة الحقوق تحت مظلة القضاء والعدل والإنصاف.