أحمد المغلوث
(بدأت الصلات بين شعوب دول الخليج والفلسطينيين بشكل واضح عام 1948م مع وصول الفلسطينيين المهجرين بعد النكبة إلى دول الخليج بحثًا عن العمل. ونشأت صلة أخرى قبل ذلك عن طريق التبرعات المالية السخية التي منحها حكام الخليج ومواطنوهم فلسطين، وهنا إشارة مهمة من روزماري سعيد إلى أن التبرعات بدأت منذ الثلاثينيات أي قبل النفط عندما كانت دول الخليج دولًا فقيرة. ورغم أنه لا يوجد تقدير دقيق لمقدار هذا الدعم، لكنها تُعَد تبرعات ضخمة وفرت سندًا لشريحة كبيرة من الفلسطينيين أفرادًا ومؤسسات داخل فلسطين وفي الشتات) هذه المقدمة التي أبدأ فيها بكتابة زاويتي لهذا الأسبوع استعرتها من كتاب «روز ماري سعيد شقيقة ادوارد سعيد المنظر والمفكر الفلسطيني المقيم في أمريكا «فلسطين ودول الخليج- العلاقات الفعلية» وأنا مثل غيري من أبناء الخليج ما زلنا نعيش صدمة ما سمعناه وشاهدناه من مواقف (السلطة الفلسطينية) وحتى الكثير من أبناء فلسطين الشقيقة. فلسطين التي كنا ونحن أطفال نحرم أنفسنا من ريال «الفسحة» المدرسية لنتبرع به للأشقاء في فلسطين وكم تشاركنا مع بعض الزملاء الذين كان بعضهم يحضر معه فسحته (خبزة حمراء حساوية) ففي ذلك الزمن لم تكن لدي البعض منا «فسحة» مادية ولكن هناك من لديه البديل فعادة يحضر معه مخبوزات منزلية. كليجا. ملتوت.. أو حتى «طبقة تمر» ومع هذا كنا لا نتردد أن نقدم ما تيسر لدينا من مال. لإدارة المدرسة التي كانت تتولى جميع التبرعات لفلسطين الحبيبة. نعم كنا نردد فلسطين الحبيبة إلى اليوم.. ومع هذا ها هي قيادات فلسطين وبكل بجاحة وحتى نكران للجميل تتناسى ذلك وأكثر من ذلك. أين المليارات من الدولارات التي دفعتها دول الخليج بصورة عامة والمملكة بصورة خاصة منذ بداية نزوح الفلسطينيين بشكل واضح عام 1948 مع وصول الفلسطينيين المهجرين بعد النكبة إلى العديد من الدول الخليجية التي فتحت أبوابها مشرعة لاستقبالهم بل إنني أذكر خلال طفولتي من قام من الميسورين والأعيان بفتح بيوتهم تحت تصرف هذه الأسر.. ومن هنا نجد ما كتبته روز ماري سعيد في كتابها.. يعتبر كلاماً منصفاً يعتمد ويستند على حقائق موثقة. أما اليوم فمن حقنا أن نتساءل هل يستطيع أحد أبواق السلطة الفلسطينية الناكرة للجميل أن ينشر تحويلات المملكة خلال العقود الماضية. التحويلات التي أكثرها تسرب بقدرة قادر في أرصدة رجال السلطة الذين يحسنون الحديث خلف المايكرفونات..وسائل الإعلام سؤال بسيط جداً أين مئات المليارات التي حولتها المملكة إلى السلطة الفلسطينية طوال العقود الماضية وغير المملكة.. ولا عجب بعد هذا أن يستنكر نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ما صدر من بعض المشاركين في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الخميس قبل الماضي، من لغة التحريض والتهديد تجاه دول مجلس التعاون. واستهجن الحجرف في بيانه المتميز الأسبوع الماضي ما ذكر من مغالطات وتشكيك بمواقف دول المجلس التاريخية والداعمة للحق الفلسطيني، مطالباً القيادات الفلسطينية المسؤولة، التي شاركت في هذا الاجتماع، وعلى رأسها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالاعتذار عن هذه التجاوزات والتصريحات الاستفزازية والمغلوطة.. فهل تفعل..؟!