أ.د.عثمان بن صالح العامر
الاعتقاد السائد لدى العامة فضلاً عن الخاصة أن الإنسان أياً كانت معتقداته الدينية والمذهبية ومهما كان تخصصه العلمي كلما علت درجته العلمية كلما كانت أخلاقياته أقرب للمثالية خاصة ما كان ذا صلة مباشرة بحقله المعرفي، ولكن ما أظهره فيروس كورونا منذ لحظة البدء وحتى وقت كتابة هذا المقال وربما لمدى طويل ولسنوات متعاقبة أننا عشنا وما زلنا نعيش في بحر لجي يغشاه موج من فوق موج من الكذب سواء تمثل هذا السلوك في إخفاء شيء من الحقائق العلمية التي يعلمها هذا العالم، أو تأخير البوح بها عن وقتها، أو التورية والتهرب عن قول ما هو عنده أمر مجزوم به إما لمصلحة اقتصادية شخصية ذات صلة بالشركات عابرة القارات خاصة المتخصصة منها بالأدوية، أو تحت وطأة التهديد والوعيد، أو لانتماء سياسي ومصالح وطنية، أو غير ذلك من الاحتمالات التي قد لا تخطر على بال، الأمر الذي جعل العالم كله في حالة ترقب وتردد ما بين مصدق ومكذب لهذا الوباء مع أنه يرى ويسمع ويتابع أخبار هذه الجائحة التي تموج بنا بين مد وجزر والله هو وحده العالم بالحقائق المطلع على السرائر وما تخفي الصدور. هناك من يقول إنه فيروس طبيعي وحتى الأمس القريب تخرج لنا عالمة صينية من صمتها اسمها الدكتورة لي مينغ يان وتقول إنه فيروس مصنع في مختبر طبي في ووهان، وأخرى تنذر بنهاية العالم جراء هذا الفيروس قائلة (قد نختفي) وثالثة ورابعة وهكذا كل يأتي من رأسه بصوت ولا تدري من تصدق.
إنني أعتقد أن هناك انفصال وانفصام بين العلم والقيم الأخلاقية في عالمنا المعاصر فلا اعتداد لدى هؤلاء المتخصصين باحترام الحقيقة والحرص على الصدق في إعطاء المعلومة ولذا صرنا في حيرة كبيرة في التعاطي الفعلي مع هذا الفيروس حتى مات منا من لم يكترث بوجوده وظن أنه كما قال عنه البعض شبيه بالإنفلونزا الموسمية. نعم يكذب العلماء وما ورد أعلاه هو الدليل وغيره من البراهين والشواهد كثير، وإلى لقاء والسلام.