العقيد م. محمد بن فراج الشهري
صحيح «اللي اختشوا ماتوا»! إن هذا المثل ينطبق على الدويلة القطرية، وإعلامها المريض الذي استقدمت له لقطاء الإعلام شرقًا وغربًا؛ فتراهم مثل السحالي الملتصقة بجدار وسخ.. فلا يستحون من إله، ولا من خلقه، من سيل الأكاذيب والافتراءات المقرونة بزيف التستر والتخفي، والتمويه، وكل همهم البحث عما يسيء إلى المملكة والإمارات وقياداتهما، وسياستهما، واستمرارية مسيرة النفاق، والشقاق، التي أصبحت سمة تميِّز هذا الإعلام الخارج عن مبادئ المهنية والموضوعية التي يدعيها زورًا وبهتانًا. لقد أصبح كل ما يتعلق بالإعلام القطري عبارة عن طبول تدق حسب رغبة الساسة في الدوحة، وتحوَّل الإعلاميون إلى أبواق يرددون ما يلقَّن لهم من قِبل أسيادهم القطريين وغير القطريين. وقد أصبحت قناة الجزيرة رائدة في مجال الكذب، والتلفيق والافتراء؛ فبمجرد أن تتابع هذه القناة لدقائق معدودة تكتشف أسلوبها في تلقين المشاهد لما تريده، وتوجيهه بطريقة مستفزة وحقيرة، وخارجة عن إطار المهنية التي افتقدتها منذ سنوات طويلة. والإعلام القطري أخذ مكان القرضاوي ليكون بذلك إعلامًا ناشرًا للإشاعات بشكل مضحك وساذج، ونقل أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، مثلما نشرت في خبر مفاده أن الإمارات، وتحديدًا أبو ظبي، اعتقلت (3) قطريين كانوا في زيارة لدولة الإمارات. وقد ردد هذه الجملة الكاذبة مئات القطريين على مواقع التواصل، وفي إعلام وصحف الدوحة، وتشير لذلك الصحف القطرية، وعلى رأسها صحيفة العرب الصفراء التي يقودها مهووس وحاقد على الإمارات، ومعروف بإساءته المتكررة للإمارات والسعودية. واللافت أن هذه الصحيفة قد بنت تقريرها كاملاً على هذه الأكذوبة؛ لتشغل الرأي الخليجي في الفضاء الإعلامي من خلال هذا التصرف، وكذلك لجعل محور اهتمام الشعوب العربية تلك المهاترات. فيما تتحرك على أكثر من اتجاه لتحضر مزيدًا من الدسائس والمؤامرات الحقيرة التي لا بد أن تطول قطر قبل أي بلد آخر. وما زالت الآلة الإعلامية القطرية ومرتزقتها لقطاء الإعلام يواصلون إنتاج الأكاذيب والادعاءات، والتحريض ضد السعودية والإمارات، غير عابئين بمواثيق الشرف الصحفية والإعلامية، معرضين أنفسهم للسخرية تارة، والدونية تارة أخرى من المتابعين والمغردين لبعدهم كل البعد عن المهنية والمصداقية.
ومن مجمل تلك السقطات التي تتكرر في الصحافة القطرية ما ادعته صحيفة «الشرق» القطرية بإجرائها مقابلة مع وزيرة الدفاع الألمانية، ونشرها اقتباسات غير صحيحة عن الوزيرة الألمانية، مدعية أنها تتعاطف مع قطر كضحية «لمقاطعة سعودية وإقليمية»، وهو ما ثبت زيفه لاحقًا عبر سفارة برلين في الرياض، والحكومة الألمانية، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الألمانية، بنفي صحة المقابلة المزعومة..؟! وعلى الرغم من أن الزيف القطري لم يجد آذانًا مصغية، ولم تتفاعل معه وكالات الإعلام والصحف الإقليمية والعالمية، إلا أنه يظل تماديًا غير مقبول، وأسلوبًا فاضحًا في حربهم الإعلامية الخبيثة للإساءة للمملكة والإمارات والنيل منهما. وهي الحرب التي تتفنن الدوحة في استخدام كل وسائلها القذرة فيها ضد الدولتين، وهيهات ثم هيهات لها أن تنال من هرمين عجز عن النيل منهما الكبار، فما بالك بالأقزام. وتلك الفضيحة الإعلامية التي ارتكبتها الصحافة القطرية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا أخذنا أيضًا السقطة الكبرى الثانية لقناة الكذب والتزييف والافتراءات (قناة الجزيرة) عندما نشر الحساب الرسمي للقناة عبر «تويتر» تصريحًا مزيفًا للجنرال (جوزيف فوتيل)، قائد القيادة المركزية الأمريكية، ادعت فيه أنه قال: إن الأزمة الخليجية كانت لصرف الأنظار عن العمليات السعودية في اليمن. ولكن فورًا تلقوا الرد الصادم من الحساب الرسمي للقيادة المركزية الأمريكية عبر «تويتر» بأنه تم تحوير الحديث دون مهنية لخدمة الأهواء الشخصية للقائمين على هذه الشبكة الإعلامية. وعلى الرغم من مطالبة المغردين القناة بالاعتذار عن هذه السقطة المهنية والأخلاقية إلا أن مسيّري القناة اكتفوا بحذف التغريدة، ونشر الخبر الصحيح، وكأن شيئًا لم يكن!
وهذا هو حال الإعلام القطري، أكاذيب لا تنتهي، وافتراءات سخيفة، ومغالطات إعلامية وصحفية، لا يرتكبها إلا الساقطون في ميادين الإعلام ولقطاء الإعلام القطري الذين لا تنقطع عنهم الرضاعة القطرية بحيلها المسمومة، والكذب المتواتر، وزيفها ضد أشقائها العرب في كل ميدان..
ولو تحدثنا عن كل سقطات الإعلام القطري لما كفانا مئات الصفحات. ولا ندري إلى متى ستظل الدوحة سائرة على هذا النهج السخيف غير المهني، والمليء بالحقد والكراهية لأغلب أبناء الأمة العربية والخليجية خاصة.. ولكن سيأتي اليوم الذي تدفع فيه الدوحة ثمن كل تلك البضاعة التي أنفقتها على المفلسفين من سفهاء الإعلام الذين تغذيهم.