د.نايف الحمد
أخيرًا أُسدل الستار عن أطول بطولات الموسم وأهمها بانتزاع كبير آسيا لقبها بكل اقتدار.. لكن البعض ممن تعودوا على التشكيك في كل منجز هلالي عادوا لممارسة عاداتهم القديمة، رغم أن الزعيم حسم البطولة قبل نهايتها بجولتين، وبفارق ثماني نقاط.
إذا سلّمنا معهم بوجود أخطاء في هذه النسخة فماذا عسانا أن نقول عن الموسم الماضي الذي شهد كوارث تحكيمية كبرى، ومع ذلك كان الفارق في نهاية المطاف نقطة واحدة بين بطل المسابقة والوصيف.. وهذا يعني أن خطأً واحدًا كان كفيلاً بقلب موازين الدوري!! في حين أن حديثهم هذا الموسم يدور تقريبًا حول حالة واحدة، تتمثل في (شد إدواردو قميص هوساوي)، والمطالبة بركلة جزاء في لقاء الهلال والنصر، رغم أن بعض المحللين رأوا أن الشد تم قبل انطلاق الكرة، وهي حالات تتكرر كثيرًا في المباريات، ولا تستحق كل هذا العويل، خاصةً أن المباراة انتهت بنتيجة رباعية تاريخية.
بعيدًا عن المحتجين والمشككين.. ما يبعث على التفاؤل هو عمل الاتحاد السعودي هذا الموسم الذي تميز بالاستقرار، ومتابعة الأخطاء وتصحيحها، ومحاولة تحقيق نزاهة وعدالة المنافسات..
وملاحظتي تكمن في ضعف قرارات لجنة الانضباط، وحاجة هذه اللجنة للمزيد من العمل لتواكب أحداث الموسم، لكن وجود الأخطاء أمر طبيعي، ولا ينقص من عمل اتحاد الأستاذ المسحل ومجلس إدارته. وأعتقد أن هذا الاتحاد يسير في الطريق الصحيح في ظل دعم كامل من سمو وزير الرياضة.. والجماهير بأطيافها كافة لا تنشد سوى تطبيق مبدأ العدالة.
إن عمل الاتحاد لا يمكن أن يكتب له النجاح دون أن يكون للإعلام دور في التقليل من حالة التشنج.. لكن البعض يقوم بصب الزيت على النار بهدف تحقيق مكاسب ضيقة!! فالمصداقية في الطرح هي السبيل الصحيح للوصول للمتلقي {... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}.
الاتحاد الآسيوي مخترق..!
أخيرًا قرر الاتحاد الآسيوي العمل بتقنية (v.a.r) في هذه النسخة من دوري الأبطال لأول مرة.. ورغم أنه تأخر كثيرًا في هذه الخطوة إلّا أن ما يبعث على القلق ويثير التساؤل إقراره من الدور ربع النهائي!!
لا أجد مبررًا لتحديد هذا الدور، ولماذا لم تُعتمد من دور الـ16 على أقل تقدير؟!!
البطولة تقام بنظام التجمع، وفي دولة لديها إمكانية تطبيقه، ولا أعتقد أن هناك عوائق تمنع من تطبيقه بعد دور المجموعات!!
لقد عانت الأندية السعودية كثيرًا (خاصة الهلال) من جراء أفعال هذا الاتحاد؛ إذ سلب حقوقه في كثير من المباريات، وأضاع البطولات!!
لن أذهب بعيدًا.. ففي النسخة الماضية عانى الهلال في مبارياته أمام الفرق القطرية؛ ففي افتتاح مبارياته مع الدحيل كاد الحكم يفسد المباراة رغم إقامتها على ملعب الهلال.
وفي نصف النهائي مع السد عانى الهلال في الذهاب من تجاهل ركلة جزاء واضحة وحالتَي انفراد بحجة التسلل. وفي الإياب أغفل الحكم حالة طرد واضحة، واحتسب ركلة جزاء خارج الصندوق!!
وفي ذهاب النهائي أضاع الحكام فرصة إنهاء المباراة 0/ 2.
اليوم 14 سبتمبر سيبدأ الهلال أولى خطواته في البطولة والدفاع عن لقبه. وكما استطاع قهر كل الصعاب في النسخة الماضية، وتحطيم كل العراقيل التي واجهته، فهو قادر على تكرار إنجازه، خاصة بعد أن أزاح عن كاهله حِملاً ثقيلاً، وكسر حاجز هذه المستعصية، وبات مرشحًا فوق العادة لتكرار صعوده لمنصة الذهب القاري مرات أخرى. لكن ذلك لا يلغي حقنا في المطالبة بتحكيم عادل، يحفظ حقوق الجميع.
أتمنى من الاتحاد السعودي أن يقوم بدوره في حماية حقوق الأندية السعودية من هذا الاتحاد المخترق!!