خالد بن حمد المالك
أضعنا من أعمارنا وأعمار آبائنا وأجدادنا سنوات لم نقل فيها ما نؤمن به..
ولم نتحدث بما نراه في شأن القضية الفلسطينية..
كنا نداري غيرنا كي لا يغضب هذا، أو يعترض ذاك!
وكنا نعيش في حذر مع كل كلمة نقولها عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي المزمن..
وكان التخوين في انتظار كل من يقول كلمة حق يرى أن فيها الطريق نحو إصلاح ما أفسده المتآمرون على فلسطين من فلسطينيين وعرب وعجم.
* *
هكذا كان حالنا..
لا أحد يمتلك الشجاعة والجرأة ليتحدث وفق ما يراه عن فلسطين..
ولا سبيل لإقناع من تاهوا عن تلمس الطريق الصحيح لمعالجة الوضع في فلسطين..
وكان الكلام غير متاح، وما هو متاح منه لا يتعدى إثبات الحضور..
وتسجيل الاهتمام بفلسطين..
في زمن تكشفت فيه الأمور لاحقًا..
وبانت الحقائق..
وظهر ما كان مغطى أو مخفيا أو غير مكشوف.
* *
الآن زالت الكثير من الحساسيات..
أصبح الحديث متاحاً..
واستقلالية القرار بيد كل دولة عربية..
ولدى كل مواطن عربي..
دون وصاية من أحد..
ومن غير خوف أو وجل..
فكل منا يملك قراره..
ويصدح به..
ولا يتردد في قوله..
ولديه القوة والشجاعة للإعلان عنه..
وفق ما يمليه ضميره..
ويتناغم مع ما يراه لصالحه ولصالح حقوق الفلسطينيين..
بلا مزايدات..
أو مراعاة ومداراة لمن اعتاد أن يتاجر بقضية فلسطين.
* *
الصورة الآن أصبحت واضحة..
الحكاية معروفة..
والقصة تبيِّن أن لها دلالات كثيرة..
وأن الاعتراف بإسرائيل حق سيادي لكل دولة..
والتطبيع معها لا يعني التخلي عن الحق الفلسطيني..
وأن السلام يبدأ من هنا..
وحق الفلسطينيين يتم بحثه من خلال العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل..
لا من خلال عدم الاعتراف بدولة تعترف بها أهم وأكبر دول العالم شئنا أم أبينا.
* *
الآن اعترفت دولة الإمارات ومملكة البحرين بإسرائيل..
وفي المستقبل سوف تعترف بقية الدول..
هذا قدر المنطقة ومستقبلها..
وهنا سلامها القادم..
استقرارها من المتآمرين عليها..
هنا إنهاء الأطماع الإيرانية والتركية..
وهنا سيجري اتفاق وتفاهم يتم مع إسرائيل للبحث عن حلول تمنح للفلسطينيين حقوقهم..
وبالحوار قد يتحقق للفلسطينيين ما كان عسيراً وصعباً وميؤوساً منه على مدى سبعين عاماً..
الآن تحضر الفرصة..
والآن يبزغ نور الأمل
فلا تهيلوا عليه التراب..
ولا يكون الموقف منه اجتراراً لمواقف سلبية سابقة.
* *
دعوة مني للفلسطينيين..
نصيحة لهم..
ونداء لمن يحب أرضاً ولد فيها..
لا تصغوا للمحرضين..
تجنبوا من أثرى على حساب قضيتكم..
من باع وطنكم..
وجردكم من أي حق لكم فيها..
وتذكروا أن مشكلتكم لا تحل بأبواق إعلامية..
ولا في مهاترات سياسية.
* *
الكلمة لكم الآن..
القول السديد نريد أن نسمعه من العقلاء فيكم..
أما الاعتراف بإسرائيل فهذا قرار لا تراجع عنه..
والتطبيع حق خاص وسيادي ليس لكم أن تعترضوا عليه..
اسمعوا الكلمة الصادقة والمخلصة من دول الخليج..
اصغوا لقادتها وشعوبها..
فهي من ناصرتكم ودعمتكم ولا تزال..
وغيرها ليس عندهم غير الكلام الرخيص والتآمر القذر على مصالحكم
فلا تكرروا أخطاءكم..
لا تكرروا أخطاءكم.