فهد بن جليد
المشهد في المطاعم والمقاهي مُضحك ومُتناقض، يدخل الزبون وهو يلبس الكمامة، وقد يعقِّم يديه بمجرد فتح الباب من المطهرات الموجودة عند المدخل، الأمور حتى الآن مُشجِّعة جداً وتنم عن تطبيق للاحتياطات اللازمة للحماية من انتشار فيروس (كورونا)، فجأة -دون سابق إنذار- يقرِّر الزبون التخلص من أسلحة الحماية ينزع الكمامة -أسوة- بالزبائن السابقين الجالسين النازعين لكمامتهم والنازعات، وكأنَّه اطمئن بعدم وجود أي أثر لـ(كورونا)، وأنَّ الفيروس استحى منه بعد أن طبق التدابير ودخل مُتحزماً بكمامته، ثم جلس مع الجموع دون تباعد حقيقي، مشهد يحتاج إلى إعادة نظر وتدخل.
المطاعم والمقاهي والحانات وما شابهها من أماكن الجلوس للأكل والشرب والتجمُّع، موضع شبهات عالمية، هي الأخطر اليوم على مؤشرات الصحة ونقل العدوى -خلال الأسبوعين الماضيين- نتيجة نزع الناس للكمامة أثناء الأكل والشرب وتبادل الحديث دون احترام المسافات الآمنة، وهذه إحدى مصادر العدوى المُسجَّلة والمثبتة بالدراسات العلمية التي نشرتها السلطات الصحية الأمريكية الخميس الماضي، نقلاً عن CDC مركز مكافحة الأمراض واتقائها، فلم التساهل في هذا الباب؟ وقد ثبت أنَّ من يجلس في المطعم أو المقهى (دون كمامة) معرض للإصابة أكثر من غيره (مرتين).
المطاعم والمقاهي أخطر أماكن نقل العدوى في هذه المرحلة، والسبب واضح هو التقارب دون لبس كمامة، الأمر يتطلب إعادة تنظيم وترتيب لاشتراطات التواجد في هذه الأماكن، مع تشديد الرقابة أكثر عند من يعتقدون أن (فيروس كورونا) استحى منهم عندما دخلوا للمقهى بالكمامة، ثم نزعوها لاحقاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.