د.عبدالعزيز الجار الله
تظهر حقائق جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي الطويل الذي امتد من عام 1948 وحتى الآن، والذي سيبدأ يوم الغد الثلاثاء 15سبتمبر مصالحة جديدة بين الإمارات والبحرين وإسرائيل بإقامة علاقات كاملة بين الدول الثلاث بإشراف أمريكي فقط بعيداً عن مشاركة الدول الخمس في مجلس الأمن، وبعيداً عن مفاوضات الأمم المتحدة غير المجدية، فالمرجعية في هذه الصفقة هي أمريكا ومبادرات ترامب الرئيس الأمريكي، الذي اخترق صمت المفاوضات التاريخية إلى الانتقال مباشرة إلى الاتفاقات والسلام وتبادل العلاقات الكاملة.
الربيع العربي عام 2010م كشف خططاً إيرانية منذ عام 1979، بدأت مع الربيع العربي تقوم من جانب إيران على تفكيك الوطن العربي وانضمت إليها تركيا، لتشكِّل كماشة تطوِّق المنطقة العربية من ثلاث جهات:
من الشرق إيران، ومن الشمال تركيا، ومن الجنوب اليمن المحتل من الحوثي وإيران.
وتطوق دول الخليج:
من مناطق حروب وتوترات، من الشرق إيران منطقة مواجهة عسكرية بينها وبين أمريكا والتحالف الدولي، ومن الشمال العراق بمكونه الحشد الشعبي وحزب الله العراقي، ومن الشمال الغربي سوريا والحشود الإيرانية وحزب الله اللبناني.
هذه الحشود التي تساندها تركيا بجماعات الإخوان تزيد من الضغوطات عبر تدخل تركيا في ليبيا وسوريا والصومال، مما يجعل الخليج محاصراً من جميع الجهات.
كذلك جعلت من قواعد صراع المنطقة ينتقل من مواجهة إسرائيل، إلى فك حصار إيراني وتركي في داخل المنطقة العربية وبقوة ومخططات تدمير الدول العربي، لذا رسمت خريطة جديدة في المواجهات بدأت بالمصالحات مع إسرائيل على قواعد حل الدولتين ينتهي بقيام دولة فلسطينية، وإغلاق الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
لذا ستشهد المرحلة القادمة تبادل علاقات كاملة بين دول عربية أخرى وإسرائيل، وانتقال الدول العربية من الدفاع إلى الهجوم ضد إيران وتركيا وجماعات الإخوان، والدفع بإيران إلى الداخل، وتخلي تركيا عن طموحها في المنطقة العربية، والعودة إلى داخل أراضيها.