د.عبدالله بن موسى الطاير
لم تتخلف دولة خليجية واحدة عن نصرة القضية الفلسطينية، ولن تتخلف مستقبلاً عن المساعدة في أن ينعم الشعب الفلسطيني بالسلام والعدالة. في المقابل، ماذا قدم القوميون والبعثيون والأعاجم لفلسطين؟ التهديد برميهم في البحر، وشق الصف الفلسطيني، ثم تحولت القضية الفلسطينية إلى حبال شريان يمد أنظمة فاشلة بالحياة. دول تقمع مواطنيها، وتسومهم سوء العذاب، وحرمتهم التنمية والحرية والديمقراطية بحجة استنفاد المجهود الحربي لموارد الدولة المقاومة.
دول الخليج وحدها مولت المجهود الحربي لتلك الدول لمساعدتها على الصمود، فلا هي صمدت، ولا هي حافظت على الأرض العربية، ولا هي حررت فلسطين، ولا هي نهضت بمجتمعاتها، ولا هي اعترفت بإسهام دول الخليج، بل اعتبرته واجباً أو جزية تدفعها الدول الغنية لتتضخم الحسابات البنكية لبعض النافذين في تلك الأنظمة. وعندما انتفض الشارع العربي فيما يسمى الربيع لم تكن القضية الفلسطينية محركاً لهتافات الجماهير في ميدان التحرير، بل كان تحسين حياة الناس هو الباعث الرئيس.
فلسطين في قناعتي وقناعة الشرفاء قضية عادلة، والشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة قائمة على تكافؤ الفرص. القيادة السياسية الفلسطينية تحتاج إلى شجاعة لتجريب خيارات جديدة وجريئة. الاستسلام للتابوهات، والاحتكام للماضي في التعامل مع الحاضر سيعمق الفجوة بين الفلسطينيين، وأن تكون زعيماً في لحظة فارقة عليك أن تتخلى عن كل مخاوفك وهمومك الشخصية، وأن تجعل القضية أولاً، وأن تفكر في حلول لها أكثر من تفكيرك في تصفية حساباتك الشخصية أو التستر على فشل الماضي.