عبد الرحمن بن محمد السدحان
* حتى هذه اللحظة.. كنتُ وما برحتُ وسأَظلُّ أتساءل مع المتسائلين في أرجاء هذا الكون العجيب: ما الذي تريدُه إيران من «التظاهر» بالدين الحنيف.. في الوقت الذي (تعبث) فيه بالصواريخ الباليستية، وتحلمُ بصنع القنبلة الذرية.. وصولاً إلى ما تريد سيطرةً وهيمنةً ونفوذًا!
* * *
* تُرى.. هل الغاية من ذلك بسطُ هيمنةِ (مذهبها الديني) وشعوذتها السياسية على تلك الجغرافيات، شعوبًا وثروات؟! أم أنها تنشد (إحياءَ) (التراث) الصفوي العتيق لتَكونَ فيه الوارثَ الأقْوى والأعظم؟!
* * *
* وبتعبير أكثرَ دقةٍ، ما الذي تريده إيران من إشعال نيران الغضب والتلويح بما هو أشدُّ وأمرُّ ضد بلدنا الصادقِ الأمين، المملكة العربية السعودية، قبلةِ المسلمين وقُدوتِهم في مشارق الأرض ومغاربها!
* * *
* مرةً تدَّعي أنها خَرجت من رحم (الثورة الإسلامية) في إيران لإصلاح ما أفسدَه السابقوُن من قادتها، دِينًا ودُنيا، وفي الوقت ذاته، تفاجئُ هي العالمَ بسلسلةٍ من الجرائمِ والأوزارِ داخل بلادها وخارجها مِمَّا يقشعرُّ منه البدنُ، قتلاً وأسرًا باسم الدفاع عن مكاسب (ثورتها) التي رسم (خريطتَها) الخبيثةَ (مؤَسسها) الخميني!
* * *
* لكنَّ سوَء حُكمِها وتقْديرِها أنها لم تنجزْ مما (ثارت) من أجله شيئًا، سوى رحيل شَاهها السابقِ إلى المنفَى، مجْبُورًا مقْهُورًا! وتلك مسألة كانت شبه محسُومةٍ قبل أن يطأ الخُميني أرضَ إيران عائدًا من منفاه الباريسي (عودةَ الفاتحين)، ولم يكنْ أحدٌ يتصَوّر أنَ عودتَه كانت بداية عهدٍ يمكن أن يُسمّى فيما بعد (أسوأُ خَلفٍ لأسوأ سلف)!
* * *
* وقبل حين من الزمن ليس بالبعيد اندلع لهيبُ الغضب الشعبي في إيران، موجِّهًا رسالتَه إلى الجماهير المحتشدة في الميادين.. وأمام شاشات التلفاز، وانضمت وسائلُ (التواصل الاجتماعي) تجْأَرُ بالشكوى، وتنقل آهاتِ المتظاهرين وصيْحَاتِهم المبحُوحة تنْديدًا بهذا العهدِ، سَلَفِه وخَلَفِه!
* * *
وبعد..
أعودُ مرةً أخرى إلى السؤال الأهمّ في هذا الحديث.. وهو ماذا تريد إيران من معاداة بلادنا الغالية؟! وأزعم مجْتَهدًا أن المنهجَ العبثيَّ للنظام الإيراني ضد بلادنا، منذ عودة الخميني، وتحديدًا في عهد خليفته الحالي، نشأ تحقيقًا لنزعة (الغيرة) السوداء من إنجاز المملكةِ العربية السعودية المشهود والمحمود عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، يأتي في مقدمة ذلك تنظيم وتطوير وخدمة موسم الحج سنويًا وفتح باب العمرة إلى بيت الله الحرام إلى جانب الزيارة لمسجد رسوله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. وأحسبُ مجتهدًا أنه ليس لهذا السلوك المعادي غاية، ظاهرًة وباطنةً، سوى الرغبة في «التسيّد» إسلاميًا وعربيًا، بل وربما دوليًا!
* * *
* ختامًا، أدعو الله في سمائه أن يرْدعَ عنا الأذى الفارسيَّ المتّشحَ ظاهرًا برداء التشيّع المذهبي والحقد الرابض في الصدور ضدّ من أُبتلينا بغيّه وغدرِه، الذي لم يفلح حتى الآن في تأمين العيش الكريم لأهله، منذ نحو أربعة عقود!