فهد بن جليد
الروسية (كسينيا) ملكة جمال سيدات الكون لعام 2020م، لديها (4 أطفال) وتبلغ من العمر 43 عاماً، ومع ذلك حقَّقت اللقب متفوِّقة على نساء (لم يلدنَّ)، ما يؤكد أنَّ الحمل والإنجاب لا ينقص أو يؤثر على جمال المرأة -كما يتردد- تبعاً لمعايير ومقاييس الجمال المختلفة عند الشعوب، بل و(المتناقضة) أحياناً - بحسب الثقافة السائدة- عند أفراد كل مجتمع.
لو قرأتَ في علامات جمال النساء (اليابانيات) ستجدهنَّ يتباهينَّ بصغر حجم (القدم)، وبروز بعض الأسنان وعدم ترتيبها المُصطنع، كما أنَّ الطول ليس (ميزة مُحبَّبة) بل كان -وما زال- عيباً عند معظم أبناء الثقافة، بعكس العرب الذين يسحرهم الطول والرشاقة في جسم المرأة ويتغنون بذلك في أشعارهم-عدا بعض الشعوب العربية الأفريقية- التي تعتبر السُمنة جمالاً والنحافة عيباً، ولو زرت الهند ستجد أنَّ أبرز علامات الجمال هناك تحكمها (رائحة) جسم وفم العروس، لذا تقوم الخاطبة باختبار (استنشاق وشم) فوري، لتتأكد من تمام وكمال الزيوت والعطور التي تضعها المرأة، وإذا كان البياض وصفاء البشرة علامة جمال عالمية متفق عليها، فإنَّ لبعض القبائل الأفريقية رأيا آخر باعتبار (السواد الكاحل) وبروز بعض (الوسوم والشقوق) على الوجه، أبرز علامات الأصالة والحُسن عند النساء، هذا الاختلاف في الصفات يحتاج إلى (صفحات)، فكما أنَّ لكل شعب مقاييسه ومعاييره، فلكل امرأة أيضاً ميزتها وجمالها، هي بحاجة فقط لـ(مرآة صادقة) تنظر لنفسها من خلالها.
المُتأمل لاختلاف تلك الذائقة الإنسانية المبصرة والمستلذة بالجمال، يدرك أهمية القناعة الشخصية والرضاء والثقة في النفس، خصوصاً لدى النساء اللاتي يسرفنَّ كثيراً في تغيير أشكالهنَّ سنوياً، طمعاً (بطلة أجمل)، ليصرفنَّ مبالغ كبيرة عند (أطباء) التجميل، الذين أنظر لمن يقوم منهم بإجراء (عملية) لا تحتاجها المرأة بأنَّه (مُدلِّس) ومُخادع، همُّه كسب المال وجني الأرباح، حتى لو (كسر وشوَّه). وأنسب ما نختم به مقولة الراحل غازي القصيبي -رحمه الله- «جمال المرأة يغفر كل عيوبها إلاَّ الغباء»، وقد صدق لأنَّ الغباء يبقيها أيضاً في دوامة اللحاق بـ(سراب الجمال) غير المنتهي.
وعلى دروب الخير نلتقي.