د.عبدالعزيز العمر
إن مما يُذكر فيُشكر لمعالي المرحوم الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم، حرصه الشديد على الاستفادة من التجارب والخبرات العالمية الناجحة لدى الدول المتقدمة، وخصوصًا دول النمور الآسيوية. وتجسد حرص معالية في إرسال فرق عمل وخبراء بقصد الاطلاع على أي تجارب تعليمية دولية ناجحة، ومحاولة الاستفادة منها فيما يخدم واقعنا التعليمي. ورغم أن تلك الفكرة كانت نبيلة وعظيمة إلا أن تنفيذها لم يخلُ من بعض القصور، خصوصًا فيما يتعلق بمواءمة التجارب التعليمية العالمية مع واقعنا المختلف، إلا أنه من المؤكد أن تلك الزيارات خلقت مناخًا وثقافة جديدة داعمة للتطوير والإبداع، وهذا بحد ذاته إنجاز
كان لي شرف أن أكون عضو فريق زار جامعة كالفورنيا (في سان برناردينو)، استقبلنا مدير الجامعة في مكتبه، وأظهر لباقة عالية وأدب جم أثناء ترحيبه بالوفد. تم أشعارنا بأن مدير الجامعة يدعونا إلى تناول طعام الغدء معه، كنا نتوقع أن مدير الجامعة قد اختار لنا مطعماً راقياً فاخراً، إلا أننا فؤجئنا بأن معاليه قد اختار لنا كافيتريا الطلاب. وعندما وصلنا المطعم وجدنا معاليه بانتظارنا على إحدى الطاولات وسط زحام الطلاب. كانت جلسة الغذاء ممتعة وجميلة، وفي نهاية الجلسة أبدى رئيس الوفد لمعالي المدير إعجابه بالطعام، وفجأة انسحب مدير الجامعة من الجلسة ليعود إلينا وهو ممسكاً بيد الشيف وبينهما حديث باسم، قدم مدير الجامعة الشيف إلى رئيس وفدنا قائلاً له: إن أعضاء الوفد معجبون بطعامك، إنني أكاد أجزم أن هذا الموقف قد شحن الشيف بطاقة إبداعية جديدة.