إبراهيم بن جلال فضلون
ذروة التوقير والاحترام، استشعرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بوعيه ووجدانه ورؤيته، لأُمراء الكلام، كمُتحدث معروف، صديق للكتّاب، والإعلاميين والمُثقفين، مُحب للعلم، مُتذوّق للأدب، مُتعمّق في التاريخ، بارعُ في السياسة ومُؤرِّخ قدير، بل ومتابع للصحافة، صاحب صداقات إنسانية قبل أن تكون مهنية، وجميعها في قوله -حفظه الله-: «هواتفنا وآذاننا ومجالسنا مفتوحة للإعلاميين»، ولطالما تمثَّلت يا سيدي القول المأثور «رحم الله من أهدى إلي عيوبي»، فنعم الإنسانية هو، أما خصوم السعودية وحسادها ممن يُروّجون أكاذيب وأراجيف حول السعودية ومواقفها العربية والإسلامية والإنسانية الثابتة، وتقف خلفها دول ترغب في حرف بلادنا عن مسارها التنموي والمستقبلي.. فلا نقول لهم إلا ما قال الشاعر:
عداتي وصحبي لا اختلاف عليهم
سيذكرني كل كما كان يعهد
إنها علاقة تاريخية، يمكن وصفها بالعلامة الفارقة في تاريخنا الصحفي والإعلامي بعناصر عدة للشفافة؛ تشتمل على الود والنقاش والتفاهم وتبادل المعلومات والدعم والاهتمام واللقاءات الودية التي كانت تتم معه من وقت لآخر، منذ أن كان أميراً للرياض، مشاركاً في إظهار مكانة المملكة عربياً وعالمياً، لتصبح نموذجاً في الحوار والانفتاح على الشعوب والحضارات، وقد خرجت هذه العلاقة المتميزة الإعلامية الواعية من دائرة المتابعة اليومية الاعتيادية إلى منصات فضاء الإعلام الواسع ومواكبة العصر الحديث، التي فتحت آفاق لغة التواصل بينه وبين أفراد شعبه، حتى أطلق عليه أبناؤه الإعلاميون وصفاً يعتبر مفردة من مفردات الوسط الإعلامي، وهو لقب «صديق الإعلاميين والمثقفين»، لحرصه -حفظه الله- على أهمية الارتكاز لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية وتحرّي المصداقية، وكشف الحقيقة واحترام الكلمة والقلم، فهو بلا شك المنقذ والموجه والمرشد والناصح، بل والمساند لهم في قضاياهم الشخصية أو العملية، حتى ارتبط اسمه ارتباطاً وطيداً بالإعلاميين عامة، والإعلام خاصة سواء كان المقروء أو المسموع أو المرئي، ودائماً ما يعلنها مراراً: «أنا أُجل وأحترم صحفيي بلادي وصحفيي دول الخليج وصحفيي الدول العربية بصفة عامة، وأكن لهم كل الاحترام».
ولا يفوتني أن أهنئ وطننا، وخادم الحرمين الشريفين بتدشين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحاضرة الدمام، بحضور رئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين المُعلم أ. خالد المالك، وأعضاء مجلس الإدارة عبدالوهاب الفايز، وخالد بوعلي، وأمين عام الهيئة الدكتور عبدالله الجحلان، ومدير فرع الهيئة بحاضرة الدمام أحمد العباسي، أملاً أن تتأكد أصالة الملك سلمان كما عهدناها فيهم للإعلاميين والمثقفين بسياسة «الباب المفتوح»، وفقاً لكلماته -أطال الله عمره- : «التليفون مفتوح، والأذن مفتوحة، والمجالس مفتوحة».
ولقد سعد كل مهني إعلامي بلقاءات سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مفتخراً بملك الإنسانية، وحسن تنظيم، وكرم ضيافة مُشرفي الديوان الملكي، ووزارة الإعلام الذي أثلج الصدور، ولهم علينا الشكر والعرفان، وكل عام ووطننا بعيده التسعين فوق هامات السحاب، ووفَّق الله كل من أحبه وجاهد بقلمه ذوداً عنه بدماء فكره قبل روحه.