رقية سليمان الهويريني
تعد البرامج الوقائية أهم الخطوات لعلاج أي ظاهرة أو مشكلة، فالتنبيه لها قبل حصولها أفضل من علاجها بعد وقوعها.
والتوعية إحدى آليات الوقاية التي تسهم بتنمية المهارات المعيشية وتعزيز أنماط الحياة الصحية والاجتماعية والنفسية التي تعد إحدى الاستراتيجيات الرئيسة لتعزيز مفهوم جودة الحياة.
وإن كانت المجتمعات المتقدمة تولي اهتماماً بالتوعية قبل إحلال البرامج الاجتماعية، فإن الشعوب النامية تجد نفسها في ورطة أمام برامج وأنظمة جديدة تتطلب وقتاً لفهمها عدا عن تطبيقها.
ومن الأساليب التي يجدر القيام بها حين إقرار أي نظام؛ التخطيط والتنظيم لبرامج توعوية متكاملة (وقائية وتأهيلية وعلاجية) تشمل الفئة المستهدفة، ويحسن أن تبدأ بالحوارات غير التقليدية، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتركيز على السلوكيات السلبية وتقويمها ليكون المجتمع متهيئاً لقبول تلك البرامج وإنجاحها، واشراك الفئة المستهدفة بتحديد احتياجاتهم وإثارة اهتمامهم وتبني آرائهم الإيجابية التي تقود للتغيير وممارسة السلوك السليم، واستخدام التقنية العصرية ولغة المستهدَف، مع الأخذ في الاعتبار دراسة التغذية الراجعة، وقياس نتائج أي برنامج توعوية لتفادي الوقوع في الأخطاء وانعكاساتها السلبية على البرنامج أو النظام.
كما لا يتوقف الأمر على ذلك، بل يتجاوزه إلى نشر الوعي عبر الوسائل المتاحة والإجابة عن الأسئلة وتقديم الاستشارات، وعدم الاعتماد على التوعية التقليدية كالمطبوعات الموجهة حيث لم تعد مجدية لضعف إقبال الجمهور عليها.
وقد يكون لمفعول تغريدة أو صورة مرئية تأثير في النفس وجذب أكثر مما يلقى في محاضرات تستنفد الوقت والجهد، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف مفهوم الإعلام التوعوي عن الدعاية الإعلامية، والانتباه إلى تغير الزمان وتبدل اهتمامات الأفراد ومدى تقبل المجتمعات وحساب مرحلة النضج ومراعاة الخصائص المعرفية والإدراكية، والاهتمام بأدوات التقنية الحديثة.
ولأننا نعاني ندرة المتخصصين المحترفين في مجال التوعية؛ فيحسن العمل على وضع استراتيجيات وطنية فعّالة مبنية على منهج علمي، وإيجاد كوادر مدربة ومؤهلة للعمل في الميدان التوعوي وتوفير الإمكانات والموارد المالية ليمكن الرفع من مستوى الوعي لدى المجتمع تماهياً مع الرؤية الوطنية المباركة.