فهد بن جليد
هناك مقاومة مجتمعية أوروبية صامتة ضد تطبيقات تعقب المُصابين بـ(كورونا) بحجة الخصوصية، وخشية سوء استخدام المعلومات الشخصية من المدافعين عنها نتيجة عدم الثقة في الحكومات، ففي ألمانيا تعاني وزارة الصحة هناك من عدم تقبل المجتمع لتطبيق (الترياق الشافي) الذي يهدف لكسر حالات الانتشار للحد من مُخالطة المصابين ونشرهم لـ(كورونا)، وبدء الناس في الاقتناع تدريجياً مع قدوم السياح واشتراط تحميل التطبيق، كما يعتقد الفرنسيون أنَّ تطبيق (ستوب كوفيد) غير فعَّال كما يجب بل إنَّ عدد مستخدميه لا يذكر نسبة بعدد السكان، أمَّا إيطاليا رمز المعاناة لآثار الفيروس فلم يتجاوز عدد مستخدمي تطبيق (إيمي) فيها أكثر من 14 بالمائة وهذا يعكس ضعفاً واضحاً وعدم ثقة أيضاً، ولعل البرتغال التي لم يُعرف التطبيق فيها إلا مطلع شهر سبتمبر الحالي، تعكس الصورة بوضوح، خلاف ما يعانيه الناس هناك من صعوبات تقنية حتى الآن في التوافق مع أكثر الهواتف انتشاراً.
كل هذه القصص وغيرها هي نقاط تفوق أخرى تسجل لصالحنا، عندما تنظر لثقة وتعامل المجتمع السعودي (سعوديين ومقيميين) بمسؤولية ووعي مع تطبيق ( توكلنا)، وتفهم دوره الحيوي والنتائج الإيجابية التي حقَّقها، بل والمطالبات المتكررة بتوسيع دائرته أكثر وأكثر ليشمل كل التجمعات في الأسواق والمناسبات لحماية الجميع، فيما التطبيقات الأوروبية تعاني عدم قبول ورفض، يقدم (توكلنا) خدماته متفوقاً على نفسه بنسخ محدَّثة كل مرَّة، وبأكثر من 7 لغات عالمية.
كوفيد -19 سجَّل في ذروته العالمية ما يشبه الانهيار الأخلاقي والإنساني لكثير من القيم التي يُنادى بها في (العالم الأول)، لذا لا نستغرب انهيار الثقة والتخوف الظاهر على الناس في التعاطي مع هذه التطبيقات الإلكترونية، (كورونا) جعلهم لا يثقون بأي خدمة مجانية تقدم دون مقابل من أجل الإنسان فقط، بعكس التماسك المجتمعي الخليجي البارز الذي يستحق أن يبقى في الذهن، عندما تعاملت دولنا بإنسانية حقة، وأبوية حنونة شاملة، لم تفرق فيها بين مواطن ومقيم بل وحتى مُخالف لنظام الإقامة.
وعلى دروب الخير نلتقي.