د.عبدالعزيز الجار الله
تشهد المملكة خلال الأشهر المقبلة تغيرات في نمط التعاملات التجارية والمهنية والوظيفية، بعد أن دخلت عديد من الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في سنة التحول الإلكتروني 2020، انتقالاً من المرحلة الورقية والمراجعات الشخصية المباشرة، إلى الإنجاز الإلكتروني، وتنامي شركات التوصيل التي زاد انتشارها تقدم خدمات عدة ضمن التجارة الإلكترونية.
الدخول القوي لوزارة التعليم والجامعات ومؤسسة التدريب الفني والمعاهد بسبب كورونا من ديسمبر الماضي، سرع في ظهور التدريب الإلكتروني، والتعليم عن بعد، حتى أن عديدًا من مؤسسات التدريب باشرت العمل العاجل في التحول إلى الدورات الإلكترونية عن بعد، ومكنها أن تقيم دوراتها في مقرها مثلاً في الرياض لمستفيدين في جميع مناطق المملكة وحتى اشتراكات من خارج السعودية، والعكس أيضاً تقديم دورات من خارج السعودية لمستفيدين في الداخل، وساعد على سرعة انتشار التدريب عن بعد اعتراف عديد من الجهات الحكومية بشهادات ونتائج التدريب واعتمادها في الترقيات وبخاصة من المؤسسات الموثوق بها والحكومية وشبه الحكومية.
هذا الانتشار السريع يجعل معظم الجهات ذات النفع العام والربحية والتجارية تبادر في التحول القانوني والإجرائي في تقديم الخدمات الإلكترونية، وهنا لا بد أن تفكر المؤسسات الصحفية وهي ذات إمكانات فنية وبشرية ومهنية عالية في بيع خدماتها الإعلامية والصحفية التي تحتاجها عديد من قطاعات الدولة والقطاع الخاص في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة مثل النشر الإلكتروني، والإعلام الجديد، والتغطيات والإعداد الصحفي، لأن إدارات الإعلام في الوقت الحاضر هي من يصنع المادة الصحفية، بعد أن تقلصت أعداد المراسلين بسبب كورونا، أو بسبب تقليص أعداد العاملين في الصحافة نتيجة الهزة الاقتصادية التي تمر بها المؤسسات الصحفية، حيث تراجعت الإعلانات والتحول إلى الصحافة الإلكترونية.
ويمكن قياس التدريب الإلكتروني والتدريب عن بعد، والمثال عليه هي المؤسسات الصحفية، كما تم الإشارة له سابقاً، القياس على مجالات عدة، لا نحتاج فتح فروع في (13) منطقة من مناطق المملكة، أو (16) مدينة كبيرة بإضافة جدة والأحساء والطائف، ليصبح مركزاً واحداً وبلا فروع يقدم خدماته الإلكترونية.