الاستهلاك على الطريقة الغربية أحيانا يكون مدمرا وضارا بالبيئة وبالإنسان، وتشير الإحصاءات إلى أن الدول المتقدمة فيها ما يقارب 15% من سكان العالم ولكنها تستهلك حوالي 80% من موارده، بينما بقية الدول فيها أكثر من 80% من سكان العالم وتستهلك ما يقارب 20% من موارده، وسبب ذلك أن توجه الرأسمالية التي وضع أسسها آدم سمث مؤسس علم الاقتصاد السياسي وصاحب كتاب (ثروة الأمم) ترى أن الثروة غاية كبرى للإنسان، وبعض فروعها ترى أنها الغاية الوحيدة للإنسان، وبهذا زرعت الجشع والطمع وعبادة المادة في نفوس الغربيين ومن يقلدهم، ولو أخذنا الاستهلاك في الاعتبار عند تعداد سكان العالم لأصبح سكان العالم يقدرون بأضعاف أضعاف ما هم عليه اليوم، لأن الغربي يستهلك في المتوسط ما يعادل ما يستهلكه عدة أشخاص من الدول النامية، وخاصة في مجال الطاقة، والمواد الاستهلاكية المختلفة.
وهذه القصة كنت أدرسها لطلابي في علم الاجتماع الاقتصادي حول الأسلوب الغربي في الاستهلاك، وعواقبه المدمرة على الإنسان والبيئة.
قام صياد أسماك في دولة إفريقية بصيد ثلاث سمكات، وجلس يرتاح مسندا ظهره على شجرة جوز هند بعد أن علق السمكات الثلاث في جذع الشجرة، وأخذ يستمع بمنظر البحيرة وما حولها، وفجأة وقف أمامه رجل بلباس غربي، وربطة عنق، فقال للصياد:
- ماذا تفعل؟
- أصيد سمكا.
- ولماذا أنت جالس؟
اصطدت ما يكفيني وأهلي لهذا اليوم.
- ولماذا لا تصيد أكثر؟
- لماذا؟
تبيعه وتجمع مبلغا من المال، وتشتري قاربا.
- ثم ماذا؟
- تشتري قاربا ثانيا وثالثا ويكون لديك أموال كثيرة، وتوظف عمالا.
- ثم ماذا؟
- تضع رجلا على رجل وترتاح.
- أنا أفعل ذلك الآن...!!
العبرة:
لو أطاع الصياد هذا الغربي، وقام بشراء قوارب، وقلده صيادون آخرون، لتعرض سمك البحيرة للانقراض، ولما تمكن السمك الباقي في البحيرة من تعويض ما يتم صيده، وهذا يعني أن الصيادين سوف يتعرضون لمجاعات، فقليل دائم خير من كثير منقطع، كما جاء في الأثر، وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، كما قال صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق.