محمد ناصر الأسمري
حمزة بن قبلان صديق عزيز ورفيق صحبة مستدامة، هو أسن مني وأكبر قدراً وعلماً وأسبق في الدراسة في جامعة الرياض التي تخرج منها. له مقام علي وقول شهي شجي وصوت في صولات الحق له دوي.
كتب دراسات ومقالات وترجم عشرات الكتب والمقالات من الإنجليزية في موضوعات لسانية وسياسية وتناقلت كبريات صحف عالمية ودور نشر ما فعله هذا البدوي الريفي المديني بكثير من الإعجاب.
كما قال الشاعر العربي ابن المقري إسماعيل بن أبي بكر بن عبدالله بن إبراهيم بن علي بن عطية بن علي الشاوري الزبيدي اليمني الحسيني الشافعي، يكني بأبي محمد ويلقب بشرف الدين المعروف بابن المقري، (754 هـ - 837 هـ).
لا تمدحن امرأَ حتى تجربه
ولا تذمنه من غير تجريب
وكما في الأثر من فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هل صحبته في سفر؟
وأخي حمزة أبو مشاعر، تشاركنا في عصبة الكتبة في صحيفة الوطن ونالنا ما نالنا من خفافيش (الصغوة - الصحوة) والغلاة ما نالنا ونحتسب عند الله جل وعلا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
أما في السفر فقد قاد سيارته مسافراً بنا من الرياض إلى القنفذة فالقوز لتلبية دعوة من رفقينا وزميلنا الدكتور عوض القوزي من أنبل الرجال وأقواهم ومن علماء الوطن العربي، فهو عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة ودمشق. والذي مات في حادث في الطريق بين مكة والليث. كنا في تلك الرحلة البروفيسور مرزوق بن تنباك وهو وأنا زملاء دفعة من جامعة الرياض والأستاذ عبد الرحيم الأحمدي وأستاذنا كلنا البروفيسور منصور الحازمي غادرنا صباحاً ووصلنا القنفذة المغرب، فكنا في ضيافة عوض واخوته وكان حمزة رغم مهارته في القيادة والسرعة إلا أنه طري اللسان ثم صارت تجمعنا دارة الزميل مرزوق بن تنباك في أمسيات السبت بعد ضحوية العالم الجليل حمد الجاسر رحمه الله.
أبو فارس كتب كتابه الجميل (واستقرت بها النوى) سيرة ومسيرة ليست ذاتية فحسب، بل سجل حياة وكفاحاً من أجل الكسب العلمي، مسجلاً ما واجهه من صعوبة نظام التعليم العالي في بريطانيا، ثم تحوله بعد عامين للدراسة في أمريكا ونيله درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة شهيرة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، وبات من منظري اللسانيات في العالم ومحل تقدير من عباقرة اللسانيات.
أثناء إعادته محاضراً في الجامعة كانت له رغبة ومهمة في تسجيل لهجات في مناطق عسير وجازان وتم له ما أراد في رحلة علمية يبدو أن تباعد نطق الكلمات وطريقتها لم تصل إلى فهمه لأغلب من سمع، لكنه سجل صوتياً عشرات الأشرطة.
كان الدافع لهذا ما كتب الراحل الجليل عبد الله بن خميس عن وجود قبيلة في عسير تتكلم العربية الفصحى! بعد كل الجهد هذا ضاع العمل في وسط الزحام في مستودعات متحف جامعة الملك سعود التي أعاد لها الملك خالد رحمه الله اسم الملك سعود رحمه الله.
ذكر أبو ميادة أنه أثناء تجواله مر ببلدة بارق التهامية الأزدية، ووجد الشاعر البارقي المعقر متخيلاً أمامه فقرر أن يكون عنوان كتابه مدار البحث بيت شعر معقر بن أوس.
تُهيبُك الأَسفارُ مِن خَشيَةِ الرَدى
وَكَم قَد رأَينا من رَدٍ لا يُسافِرُ
وَأَلقَت عَصاها وَاستقرّ بِها النَوى
كَما قَرّ عَيناً بالإِيابِ المُسافِرُ
والبارقي هذا كما وردت ترجمات عديدة له في موسوعات الشعر والشعراء كانت كما يلي:
عمرو بن سفيان البارقي (580 م) المشهور بـ معقر بن أوس. شاعر من قبيلة بارق أحد شعراء العصر الجاهلي، من شعراء الجود المقلين وفارس من فرسان الجاهلية.
ونسبه: عمرو بن سفيان (معقر) ابن الحارث بن أوس بن حمار بن شجنة بن مازن بن ثعلبة بن كنانة البارقي بن بارق بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فهو هنا من الأجداد سروياً كان أو تهامياً فالماء غسان رحمه الله.
بقي أن أشير إلى أن أبا شهد الابنة العزيزة التي تعني بنظري في عيادتها، قد دون بعض ما لقي مما يصل إلي العداوات الايدلوجية، لا مطارحات النخب الفكرية في الحوارات والنقد العلمي الموضوعي وتحلى الرجل برباطة جأش وصبر حتى فاز.
لكن ما استوقفني فيما كتب أبو فارس هو ما كتب عن أمه (راحمة) رحمها الله حين قال في الإهداء لوالده واخوته بنين وبنات واخواله وعمومته وبعلته: أم لها في الأمهات أشباه، أما عندي فلا شبيه لها.
ورحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي منع محاكمة الكتّاب والصحافيين إلا في وزارة الإعلام وكان حمزة محظياً بمثل هذا التكريم.
وصف الملعبة البارقية في شعر عامي من أحد حفدة ابن معقر.
ودي اوطي تهامة ربي القى بارقية
غير ما عاد لي في الساق منعا
طابت لأخي الرفيق البهي أبي فارس الحياة وسلمت براجمه من الأوخاز.
** **
yosr@hotmail.com