أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
لستُ الذي وخَزَ الحيا
ةَ بنصلِ بكّاءٍ مُـمِلِّ
عاشرتُها وفمُ القريحةِ
يصطفي الفحوى ويُـملي
وأذقتُها حلوى ارتقا
بِ الوعدِ والأملِ الـمُطِلِّ
ثم انطلقتُ وخطوتي
تأبى عبورَ الدربِ قبلي
وتقول: (هَيتَ) فأزدهي
شغَفًا بشيءٍ لم تقلْ لي
فإذا فؤاديَ ضحكةٌ
تسعى وأحلامٌ تصلّي
وعُصارةُ الصحراء ذَوّ
بَها بأقداحي الـمُحَلّي
فلقيتُ نفسيَ بعد أن
كادتْ عن اللُّقيا تولّي
وركضتُ حتى فُتُّ بعضيَ
وانطرحتُ بحضنِ كُلّي
وشَفَفْتُ حتى ما أُرى
صنوَ الخيالِ المُضمحِلِّ
ريّانَ بالظمأ اللذيذِ
إلى مقاماتِ التعَلّي
فصعدتُ فوقَ سحابةٍ
ومددتُ للكلماتِ حبلي
ثم انسربنا في السَّدييمِ
ومِرْجَلُ الأحلام يغلي
***
أضمرتُ بعد اليومِ ألا
يشتكي الأوجاعَ حقلي
ولـمَمْتُ أشلائي القديمةَ
كاسرًا قوسي ونَبْلي
فإذا مررتُ بعثرةٍ
أسكرتُ شوكتَها بـفُلّي
وإذا عبرتُ بقفرةٍ
أبقيتُ للماشين ظلّي
***
اخترتُ واندلع الصبا
حُ مرصِّعًا بالضوءِ حفلي
يمتصُّ أوهامَ الظلا
مِ ويوقظُ الدنيا لأجلي
فهو الـمِظَلّةُ حينما
تقسو الرياحُ على الـمِظَلّي
وهو اندفاقُ العزْمةِ الخضراءِ
في خَلَدِ الأَشَلِّ
صرنا معًا شيئًا له
معنى التوحُّدِ والتجلّي
ومشى المكانُ معي يُرقِّصُ
بالمُنى عنبي ونخلي
ووقفتُ عند ضريح أو
جاعي وهِلتُ عليه رملي
وبلغتُ إيوانَ النجا
ةِ وغَلّقَ الأبوابَ قفلي
وسمعتُ من نادى: تظلُّ
هناك؟ قلتُ له: لعلي
***
إن لم يكن لي ما أشا
ءُ فيا نميرَ الروح كن لي