صدرت عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع رواية «موت طارئ» للزميل الكاتب بالمجلة الثقافية عادل بن مبارك الدوسري، وهي خامس أعماله الروائية بعد «جوزة البلوط»، «شرنقة»، «جلباب العابد»، «الظل والأغلال».
تحمل رواية «موت طارئ» في طياتها بُعدًا اجتماعيًا فلسفيًا، إذ يحاول الدوسري عبر السرد تفكيك بعض القضاياالاجتماعية، حيث يعود شيئًا فشيئًا إلى أعمق نقطة سوداء في وعيه وذاكرته، وتراكمات خبراته الموجعة، التي أفضت به إلى حالة نفسانية مضطربة. كما تناقش الرواية من جانبها الفلسفي الرغبة الإنسانية المحضة، التي يكتشف البطل أنها تشكل حدًا فاصلاً بين وجوده وانعدامه، بين يقينه وشكه. وبالمجمل تبدو الرواية محاولة للغور في أعماق الأنفس البشرية المرتبكة، المضطربة، المتوترة، المنطوية على تاريخ اجتماعي نفسي (سري) حافل بالأوجاع، بالخيبات، بالتراكمات، بالأسئلة، بالوجدانيات، بالمراوغات. وربما يجدر القول أنها محاكاة تفسيرية أو شبه تفسيرية على الأقل لما يشوب سلوك أصحاب تلك الأنفس من الاعتلال.
وقد تطرقت الرواية ضمن سياقاتها إلى بعض الأحداث التاريخية مثل وفاة الفنان السعودي الكبير طلال مداح وسقوط بغداد.
تقع الرواية في (476) صفحة، ومن ضمن ما جاء فيها قول الكاتب على لسان إحدى شخصيات العمل:
»إن كُنت سأُصدق بوجود الوقت، فإنه سيكون موجودًا في داخلي وداخلك وداخل كل كائن حي فقط. إن الإنسان آخذ في التحول إلى صيرورة جسدية، وما الإنسان إلا إرث متكرر لتاريخ قديم من المهازل القدرية، وهذا ما يفسر أشكال الحدوث المختلفة في هيئة استعارات لما سبق..».