(1)
أتْعَبْتَ عقْلَكَ كي تُريحَ فأتْعَبَكْ
لمّا بنى في كُلّ رأسٍ مَرْقَبَكْ
أشْعَلْتَ شمْعاتِ التَّساؤلِ فانطَفَتْ...
حيراتُ فِكْرِكَ قد أقضَّتْ مطْلَبَكْ
يغْدو انْتِباهُكَ جائعًا ويعودُ
فيبطْنِ الطِّباعِ ويشْتَكيكَ لِيَنْهبَكْ
وتَرَقُّباتُكَ كسَّرَتْ خُطُواتِهِ
لم تَسْتَسِغْ فرَّ الجَبانِ لتَصْلُبَكْ
فجُذوعُ أثْلِ الحامِلِين نمائمٌ
بعَثَتْ إلى جَمَلِ المشانِقِ عَقْرَبَكْ
(2)
وبقِيتَ في عصْرِ الغِوايةِ يوسُفًا
تُوري رؤاكَ لكي تُذَهِّبَ مذْهَبَكْ
تكْفيكَ من بُسُطِ السَّلامةِ رِقْعَةٌ
تلقى بها قلَمًا قلَيْتَ فأنَّبَكْ
ونِهايةُ المَوْجاتِ بحْرٌ هامدٌ
كتَبَتْ على عَتَباتِ صبْرِكَ منْصِبَكْ
مُتَبَعْثِرٌ حتى إذا ريحُ الهُدى
عصَفَتْ عليكَ فكُلُّ فعْلٍ رَكَّبَكْ
(3)
نيرانُ جنَّتِكَ التي أوْليْتَها...
طافتْ عليكَ ولم تُحَرِّكْ مهْرَبَكْ
وكأنَّما اهْتَزَّتْ لتَرْبُوَ جَمْرةً
تُرْوي سؤالاً جاء لفْحًا ألْهَبَكْ
ليستْ بنارِ خليلِهِ فاضْمُمْ نُهى
واصْنَعْ على وهَجِ الأذيَّةِ مرْكَبَكْ
لا تَلْتَفِتْ هَمْسُ العَذابِ وشايةٌ
الصُّبْحُ لم يكْذِبْ وعهْدُكَ ما ارتَبَكْ
واحْلُلْ ففي عُقَدِ الوُجود طلاقةٌ...
وإذا خطابُكَ عزَّ أنشِدْ كوكَبَكْ
تسْطَعْ جهاتُكَ حيثُ شئتَ مشارقًا
ترمي بألسنةِ التَّبانةِ مغْرِبَكْ
وإذا عرَجْتَ فما المواضي غير كا
بوسٍ تلَعْثَمَ خَيْبَةً إذْ كذَّبَكْ
** **
- عبدالرحمن بن صالح الخميس