ميسون أبو بكر
هل نملك إلا أن نحب المملكة العربية السعودية وندين لها بالكثير لقاء ما تشكِّله من ثقل عربي إسلامي ومركز أمن ووجهة سلام في المنطقة، كما جراء اعتنائها بالحرمين الشريفين وزوارهما من الحجاج والمعتمرين عبر السنين وتوفير ما هو مدهش لراحتهم ودعمها للقضايا العادلة والشعوب المنكوبة.
المملكة التي بتوحيدها استقرت المنطقة -كما قال معالي سامي النصف في لقائي به على هامش منتدى الاتصال الحكومي بالشارقة- فعندما وحَّد الملك عبدالعزيز المملكة استقر حال القبائل التي كانت في خلاف دائم، وقل قطاع الطرق الذين كانوا يهدِّدون أمن المنطقة ومن ثم التجارة وأمن المسافرين براً وبحراً.
المملكة التي تحضر اليوم على خارطة العالم السياسي والاقتصادي والثقافي هناك من يحاول النيل منها ممن لهم أطماع فارسية ونوايا استعمارية عثمانية وأعداء لا يروق لهم ما وصلت إليه، وأذناب أعداء في المنطقة يتخذون من وسائل التواصل ساحة لتراشق أحقادهم واتهاماتهم ويتبعهم المستضعفون والإمّعات والجهّال باللغو من القول الذي لا يؤثِّر شيئاً على هذا الكيان الكبير وواقع المجد العظيم الممتد الذي أقامته الدولة السعودية العظيمة.
أحزن ويضايقني الرعاع الذين في قلوبهم حقد وغل، فقد واجهت منهم الكثير وكنت في مرمى لعناتهم لأني أدين بالحب والولاء لأرض هي الأغلى نهلت منها الحب والسلام والعطاء وتعلّمت البذل والانتماء، فما تعلّمته من دهاليز عملي الإعلامي وطبيعة الحياة التي أنا جزء منها منذ أكثر من ثلاثين عاماً كان كفاية لهذا الإرث الذي ورثته من أهل هذه البلاد وقادتها، ولطالما أكرِّر نحن ناس نحب لأننا تعلّمنا الحب من منابعه ولأن الأصالة والصدق عنواننا وقد عاشرنا أناساً في هذه البلاد -على اختلاف مواقعهم الاجتماعية والوظيفية- هم مثال للإنسان السعودي الحقيقي الطيِّب ابن ثقافة بيئته، ومن يشتغل في الإعلام الحكومي السعودي يعلم جيداً نهج المملكة ووسطيتها وأنا ابنة بارَّة لهذا الإعلام الذي شكَّلني وجعلني إلى ما صرت عليه اليوم.
كل شاردة وواردة وما هو قريب أو بعيد يحدث في المنطقة أو في جزر الهونولولو حتى نجد من يعزوه للمملكة ومن يشكك بالنوايا، بل بالحقائق، رغم مواقف المملكة الثابتة والواضحة، والعجيب الغريب أن يخرج علينا سفيه مشارك في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وبحضور الرئيس الفلسطيني واللقاء منقول عبر التلفزيون الرسمي الفلسطيني وقد صدر عنه تشكيك ومغالطات في موقف دول الخليج، وتكرير ترنيمتهم المعهودة -علمناهم ودرسناهم- متغافلاً عن أن هذه الأرض بسطت للرزق وأن من حظه الجيد أنه وجد فرصة عمل فنال رزقه وأطعم أولاده وعلمهم، وأنه بدلاً من أن يدين بالفضل وشكر النعمة كان جاحداً.
ما يحدث سواء عن حقد أو جهل أو سكوت وتماد يطرح السؤال الملح: إلى أي حد من الصبر والعطاء والبذل يمكن أن تقدّم لجاحد وناكر للجميل؟!